كلام .. شعر . بقلم أخلاص فرنيس . لبنان

                                    مجلة أوراق المهجر الدولية 

كلامٌ

ومثلُه العدمُ

الشمعةُ كانَتْ زرقاءَ ذاتَ يومٍ

ولكنّها غدرتْ بالفراشةِ 

الكلامُ يومًا ما كانَ يملأُ سنابلَ الصفحاتِ

حطّ الغرابُ، وسرقَ الزرعَ 

بقيتِ النحلةُ دونَ عسلٍ

لأنَّ هناكَ من خطفَ الرحيقَ قبلها 

هي حبّةُ قمحٍ معتّقةٌ في حضنِ الغيمِ

نبتتْ على يبابي، 

شغفٌ لقاءُ العيونِ 

كانَ لي في عينيَك أمنيةٌ

سرقَها القمرُ ووزّعها على العشّاقِ 

إن كنتَ تغريني بحلو الكلامِ في حقولِ الشعيرِ أو في جمالِ الفراشِ سأختارَ المللَ

يقولونَ حينَ غادرَ الهوى غصنَ الإرادةِ حطّ في أغمارِ الحنطةِ

الحنطةُ في جبينِك تطحنُ المسافةَ

فتقتربُ هناكَ زكاةٌ وحيدةٌ للحنطة 

تحيي الرميمَ زكاةُ قبلةٍ تختصرُ الغيابَ

تركتَ خلفكَ أكوازَ الذهبِ الأخضرٍ والحنطةِ

كنتَ أنقر الحنطةَ من على جبينكَ بشفةِ فراشةٍ ورقّة الحبقِ

مشوشٌ هو كلامي

الحنطةُ على الجبينِ المهجورِ نثرتْها موجةٌ

قصّتها الريحُ بمقصِّ الكلماتِ

مقصٌّ اعتراهُ الصدأ

ويحتاجُ إلى أناملِ مبدعٍ ليعيدهُ للحياةِ 

ربما هي لعنةٌ

ولكن أبقى عصفورةً طائشةً تبحثُ عن حنجرةٍ تطيرُ منها طربًا

إن كان هناك مرج فأنت الموجُ الذي لا يهدأ فيه،

عجبٌ

ألا ترونَ الموجَ في سهولِ القمحِ، كم سبحتُ في أعاصيرِها

أنامُ فترفعني، تقذفني بسنابلها إلى أعلى

ومن ثمَّ تعودُ بي إلى الأرضِ 

إلى الجذورِ 

إلى رائحةِ كفِّ أبي يحرثُها أوائلَ المطرِ 

عندما تداعبُ الريحُ القمحَ في السهولِ يموجُ كموجِ البحرِ

موجٌ من نوعٍ آخَرَ

أو هكذا يسمّونه،

ولكنّه بالنسبةِ لي هو بحرٌ آخرُ من السنابلِ 

والموجِ الذي لا يهدأ 

في الوقت الذي لم أعرفْ بحرًا غيرهُ

لو قدّر لي أن أرى عينيك ربما كنتُ عرفتُ معنى كلمةِ دوّامة

جمعتُ حفنةً من نظراتِك الشغوفةِ

أعدتُ طلاءَ القمحِ بألوانِ الطيفِ السبعةِ

ونثرتُ فوقَها حروفك، وأعطيُتها لأطفالِ الحربِ

أو صبايا الغجرِ . 

بقلم 

اخلاص فرنسيس

لبنان 

أضف تعليق