الى فتاة فلسطين شعر : عبد الحسين الجاسم (الناصرية1918ـ بغداد1979)

 

الى فتاة فلسطين

شعر : عبد الحسين الجاسم

(الناصرية1918ـ بغداد1979)

 

يا ابنةً ضيمتْ وعنها هُجِعا   أبدليــــــهم بالعقالِ البُرقُعا

               هدهدتهُم بالخَنـا كفُّ الدنــا  فأحالتــهم كهــــولاً رُضَّعا

سَـــــدَرَ الكافلُ في غيبوبةٍ    بــزوايا من خنـــــوعٍ قَبَعا

ما لِثَغْرٍ مِنْ سـدادٍ،لا ولا يُرتجى حامي الحمى أن يدفعا

أنعموا الثردَ لهُ حتى مـــرا   صَبِرُ الــــــــذلِّ بفيهِ طمعا

فابرزي واستلئمي من عزةٍ  إنــما العِـــــــزُّ لحُـرٍّ شَجِعا

أقحمي النفسَ أتــــوناً نجدةً   وأْنَسي القصفَ إذا ما لعلعا

وطنٌ ســــــامٍ وفي أرجائِهِ   صِيحَ نَهْباً لو دعا ما أسمعا

قُطِّعَتْ أوصالُهُ فاستأسدتْ   ضَبُعَ الظلــماءِ فيما اقْتُطِعا

فارتدي حزماًوعزماًصادقاً   وامتطي إنْ شئتِ عزّاًمِدفعا

ذلَةٌ قد ضربت أطنابَــــــها  وعَبَبْنـا الكأسَ منها مُتْرَعا

رعشتْ أعصابُنا منها و لَمْ    نستَــفِـقْ حزماً لأمرٍ وَقَعا

قد بلغنا ذروة َ الصبرِ على   حَسَكِ السعدانِ نمشي ضُلَّعا

مَنْزَعٌ  للقَوْسِ لَمْ يَبْقَ بــها    هل بها أنتمْ وجدتُمْ مَنْزَعا

هذهِ أشـــلاؤنا قد مُزِّقَــــتْ   بامتهانٍ حيثُ أغرَوْا ضَبُعا

فانظرواهل دارَفي أخلادِكُمْ   عـــــن أخٍ أنْفَ أخيهِ جَدَعا

ذا (حُسَيْنٌ) لم يكنْ جلداً إذا   طَــعَنَ الظهرَ بما قد شرَّعا

بلْ رقيعاً مُعْرِقاً فـــي خَوْنِهِ مِنْ ثُدِيِّ الشَّـرِّ طفلاً رضعا

إنــها شنشنةٌ مــن جَـــــدِّهِ     قـــد لوى الجِيدَ إليها مُتْلَعا

نبتَةٌ قد فسـدت من جذرِها   فمـــــــتى فاسـدُ جذرٍ أينعا

أنزلت (كولدا) عليه وحيَها   فـانضوى تحتَ لواها طّيِّعا

لم يـكُ اللـومُ عليه واقـــعاً    إنـما الجرمُ لشعبٍ خَضَعا

وَيْحَــــهُمْ شُمُّ العرانينِ همو   تتـــــأبّى نفسُــهُمْ أنْ تَخْنَعا

فلينحّوا التــــــاجَ عنْ هامتِه  أويُزيلوا الرأسَ والتاجَ معا

 

عبد الحسين الجاسم

<

p class=”s5″ style=”font-size: 18px;line-height: 21.600000381469727px;margin-bottom: 0px;margin-top: 0px;text-align: center”>الناصرية 5حزيران1972

أضف تعليق