الخساب معلق . ديب عبد الرحمن النابلسي . سوريا

 ديب عبدالرحمن  النابلسي

سوريا 

الحسـاب مـغلـق

                  

  أشعـر بقهـر لا يطفئـه نهـر

  أُطـل علـى غـابـة مـن حجـارة

  وانتظـر يـوم الحسـاب دون ان ادفـع الفـاتـورة !

  لـديّ وديـان أمـل بـلا عمـل !!!

  هـا انـذا / أقـف كمسمـار فقـد ظـلّـه

  مـلامحـي مشـدودة كـوجـه ( بوتيـن )

  أريـد ان اقـول كـل شـئ

  وأريـد أن ابقـى صـامتـا كنَفَـق بـلا مخـرج

  أبحـث عـن ظـلّـي ليـدلّنـي علـيّ

  أنـا الكـائـن المـدقـوق خـارج نفسـي

  تعبـتُ منّـي سـأتـركنـي وأمضـي

  كـأننـي لسـتُ لـي !!!

  مـا عـدتُ انـا كمـا أعـرفنـي  !

  اتبعثـر فـي الأرض وأتجمّـع فـي مـصـبّ الـريـاح

  مـلـيء بمـا لا استطيـع النـوء بـه

  فـالعـالـم يبـدو مخيفـا مـن دون حـب

  كـم كـانت أحـلامـي كبيـرة

  عنـدما كنـت امشـي نيّئـاً فـي قـريتـي

  أمشـي كـزفّـة مثقـلـة بـالـزغـاريـد

  كسـرب نمـل يتشبّـث بحبّـات الحنطـة

  واجـلـس علـى ظـلّـي كـي لا يطيـر

  واليـوم أقضـم احـلامـي كـلمـا جـاعـت روحـي

  كمتصـوّف نسـي أوراد الـوصـول  

  الحيـاة لـم تمنحنـا فـرصـة حسـن الظـن بهـا

  فتحـولـت وجـوهنـا الـى اقنعـة من النوع الرديء

  لا أدري لمـاذا الارض تـلـد المنـافي ولا تلـد الطيـن ؟!

  لمـاذا طـارت كـل العصـافيـر

  وتحـوّلـت الشجـرة الـى نبتـة قـريـص

  ومـازال المـارة يـرشقـونها بـالحجـارة

  لماذا جفّـت حـروف النـداء وتحـولت الـى عـلّـة

  تمـلأ بـالـونـات الصـدور بـالقطـران

  ونكهـة الـرهـق المـزمـن ..

  لمـاذا الـدمـى تتكـاثر بـالانشطـار

  تـدهـن وجـوهنـا بـالـزفـت وتتـركنا عـرضة للغبار

  أحضّـر نفسـي الـى زمـن لا يطـاق

  الـى مـوعـد مـوغـل فـي الأسـي

  وحـزن لـه نكهـة القشعـريـرة وصمـت الختـام

  مـرهـق كـورقـة خريـف عـاصـف

  الأحـلام علـى قيـد السقـوط

  فـي الممـر الفـاصـل بيـن اللاشيء والصـراخ

  تحـاصـرنـا الـوجـوه الملعـونة المـدلوقة على الخراب

  فنمتلـئ بـاللامبـالاة والفقـد ورمـاد الطـلائـع

  يـا انـا  ..

  يـا كـل مـن أشبـهه

  أمسـك العتمـة ووجـع الطـريق

  واتـرك عينيـك معلقـة بنـوافـذ الأنتظـار

  وبـآخـر خيـوط النهـار…

  فمـا يـدريك .. 

  لعـلك تستيقظ فتجـد نفسـك فـي غـرنـاطـة

  وأنـت المهـزوم حتـى اللحــاء  !!!!

أضف تعليق