العبودية السعيدة . زينب عبد الكريم التميمي

 

العبودية السعيدة

بقلم  ؛ زينب عبد الكريم التميمي 

:أنت لستَ الرب ونحن لسنا بعبيدك، 

انظر حولك الكل يكرهك، ستموت ولن تجد من يحملك لقبرك حتى.. ستتعفن هنا.. لا ترجو مني شفقة. 

_لا أعرف كيف خرجت  هذه الجمل مني  بوجهه،  كنت أريد أن  أبدو قويا أمامه، 

لم يكن هناك مجالا  للتراجع بعد أن حسمت أمري تلك الليلة في مجابهته. 

أنها السيجارة العشرون ومازلت قيد دوامة التفكير فيما وصلت  إليه. 

الليل بات طويلا  كعادته وأنا  تائه بين صرخات ذاكرتي، 

ونقيق الضفادع القابعة في  الحديقة  مع حفيف أشجار الَكابرس العالية 

حتى هذه الأشجار   أصرّ على زراعتها  لتغطي شرفات المنزل  بحجة  الجيران ونظراتهم المسترقة لنا من خلال  شبابيكهم وشرفاتهم، شجبتها كما شجبت  جمال السماء عنا، كم كان متجبرا. 

  هاهو يتراءى أمامي على كرسيه الملكي 

وأنا أجادله بصوتي العالي 

أبي.. اِعلم أني  لست مجنونا

وإني بكامل قوايّ العقلية  فلا تتعجب ،

أنت من تتسيدك النرجسية، لم لا تفهم أني كبرت وأن لي زوجة وابن، آن الأوان أن تعرف حدودك، أنا لست بطفل.. 

_طالما تمنيت  أن أكون أقوى وأكثر تمردا  خصوصا وهو يوبخني أمامها.. زوجتي 

التي  لم تعد تتهاون في تهزئتي  هي الاخرى على الدوام ولأتفه الأسباب، 

حتى ابني.. إنه يهابه دوني. 

لم أتردد يومها  في اثارته لأثبت لنفسي  عدم تخوفي  منه لكن؛ أذهلني موقفه 

حسبت أنه الهدوء قبل العاصفة.. 

قررت اثارته اكثر لأثبت له أنني تخطيت أسره، علا صوتي.. وعلا وعلا 

وأنا متوقع منه أن يصفعني بأية لحظة.. 

كنت أستفزه بكلماتي 

:هل تتصور أنك ستهزمني بتجاهلك هذا، لن أعطيك الفرصة لتذوق حلاوة الانتصار. 

لكنه آثر السكوت! 

بدا لي وجهه شاحباً مصفراً، لمسته.. كانت يده باردة لانبض فيها ، لم أكن أعلم أن هذا الجبروت سيُهَد بلحظة وأن وقع الصدمة  سيغلب  قلبه . 

رحل  هو… وأنا مازلت أعيش الحزن والرعب كل ليلة على صدى صوته الذي يذكرني بعبوديتي السعيدة.

أضف تعليق