جريدة الأقلام الدولية
International pens newspaper

أكرم وردة
سوريا
Akram Warda, Syria
هكذا بدأت الحكاية كما كل الحكايات بنظرة وتأملات الحدقات لغز الألغاز فيها ثم همسة ووردة هدية تعطر بداية اللقاء ….
هي كما كل الحكايات الجميلة المطرزة والمنقوشة في دفتر ذكريات الزمن الثابت وعداده المتغير،والإنسان وما يحمل في جوهره النقي الثابت والمتغير فيه دائما بالرحيل
كما المخطط البياني وما يعصف بالأرض صعودا أحيانا وهبوط في بعض الأحيان…وبعض الأوقات جمود فيها .
رغم كل شيء هناك ذكريات جميلة لا يمكن أن تنسى بسرعة،وفي نفس الوقت مآسينا كانت موجودة……
ولكن فرحة الحياة وحبها بكل مافيها من جمال يبقى طاغيا على تلك المآسي رغم بشاعتها أحيانا، وجمال النعم التي أنعم الله علينا كانت تفوق كل شيء…..
وقد شكرنا وصلينا بخشوع لكل ما وهبنا الله…
مضى كل شيء سريعا وكانت الأيام تمر سريعة والسنين هي من تقطف منا جمال الله في ما خلق دون حساب أو دراية منا في زحمة الأعمال وطلبات الحياة اليومية وما فيها أيضا من عواصف وبراكين وسيول تقضي وتحرق كل شيء جميل أمامنا في لحظة سريعة كوميظ البرق.
ربما خبرة الحياة والإيمان وحدهم لا يكفون كي ننجو من كل شيء دون حكمة العقل والبصيرة الثابتة والحقيقة الواضحة في توازن الحواس مع نبض القلب والعقل
أو ربما السذاجة في التعامل والسخاء في مساعدة الآخرين تفقدنا الكثير ….وربما النقاء والصفاء والوثوق الزائد في من نتعامل معهم يوصل أي حكاية إلى نهايتها الغير محسوبة
لن أدخلكم في تفاصيل أعمق ربما قدر أي إنسان أن يكون في لحظة ما خمولاً وخجول ويعترف بخموله ولكن لم ولن يرفع الراية البيضاء استسلام
لإنه من تحت الرماد توقد نار الحرية من جديد
ولأن مبدأ الحياة هكذا فعلى كل شخص أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد…..وإحراق كل ورقة سوداء شخبطت عليها رسمة بيضاء تلوث النقاء الروحي بهدف الوصول إلى الغاية التي يسعى إليها الأناني بما رسم في تلك الورقة السوداء باللون الأبيض حتى يجني مبتغاه لآن البياض لم يعد موجودا في هذا الزمن إلا نادراً….
نعتذر منك أيها القدر لأنك أقوى مما نتصور لأننا نستسلم أمامك بالهروب إليك من واقعنا ومشاكلنا فنحملها عليك ونحن من خلقناها بأيدينا وما زرعنا وشتلنا لأننا غيبنا العقل أو ربما يكون امتحانك أقوى مما يحتمل لأن الإنسان إذا كان وحيدا في الساحة يواجه كل مايكتب عليه بحكمة العقل مع القلب والعين الرقيب الحي على كل شيء أساسه ضمير ووجدان لن ينكسر، أما إذا غفل عنه الإنسان مستسلما لشماعة الشيطان الأخرس الذي يوقظه ساعة يشاء ليحملها على القدر بعد سقوطه مستسلم لقدره الذي صنعه بيده وعمله وليس لعقله أي دور في ذلك سوى غيبه من اجل غاية أو ينام القدر طول العمر بقوة حكمة الذهن والإيمان بقوة المطلق الذي نعجز الوصول إليه
ولكن في نهاية الأمر لدى كل إنسان في حكايته مآثر فيها كنوز وجواهر وهبه الله….وعليه أن يحافظ عليها ويفني عمره من أجلها لا لشيء ولكن لأنه جبل في عيون كنوزه وثماره اليانعة العفيفة لاتهزه ريح من هنا أو هناك ليبقى كما السنديان والجبل الراسخ في عيونهم وبحكمته سيوصلهم إلى بر الأمان بقوة الإيمان وما يحمل في فكره الحر الطليق ونعم الله التي أنعم بها عليه رغم قساوة ومشقة الطريق والحياة….
فيكون مبارك كل من سعى وحارب وجاهد ليوصل حكايته إلى نهايتها بالإماني ليخلق سعادة في قلوب من يحبهم
أوتكون شماتة من الآخرين في كسر الشموخ الذي كان الرب قد أنعم به عليهم ووهبهم في توظيف حكمة العقل والوجدان الروحي النقي …..
لا تندم يوما على اختيارك رغم كل التحديات التي وقفت في طريقك لأنك كنت مؤمن أن الله هو من يهب الحب والعطاء والخلق وأن التعامل الإنساني والإحترام يخلق إنسان آخر يعيد تفكيره في سلوكه وطريقة تعامله مع الآخرين لكنه فشل في الإمتحان معترفا أنه ليس قادر أن يغير مافي نفس الإنسان إلا إذا هو غير ما بنفسه وهنا كان السقوط وعدم الحسبان وفشل في امتحان الحياة له….
لقد تم كل شيء بمشيئة الله التي لا إعتراض عليها لإنه هو من يهبنا الحياة ونشكره على نعمه دائما
وكما تعلمنا من الإيمان أن التسامح من شيم الأقوياء
نسامح كل من سعى إلى الإسراع بالإعتراف بما أقترف وباشر في كتابة نهاية الحكاية ونطلب من الرب ونصلي من أجله بقلب ينبوعه المحبة والتسامح و أن يصفح عنه ولكن الله له مشيئته معه وهذا يكفينا والذين وقفنا معهم ومدينا يد المساعدة لهم ندعو أن يعوضهم الرب بأشخاص أفضل منا لكي يستطيعوا مساعدتهم في ما يحتاجون لأننا بكل صراحة لم نعد قادرين على مساعدتهم لآن سيوفهم وطعناتهم تؤلمنا كثيرا وكثيرا…..فتحنا لهم الأبواب حفاوة وتبجيلا وحقنوا السم في القلوب افتخار…..
في النهاية أطلب منك أيها البار في عليائك وأنت ترى كل شيء أن تحاسبنا على كل ذنب ارتكبناه وكل أذية أوصلناها إلى أي شخص في هذا الكون ولا تسامحنا أبدا عليها لإنه حين تأخذ أمانتك نريد لهذه الروح أن تعود إليك راضية ومرضية.
ربما هناك ننعم بحياة فيها الراحة الأبدية منهين حكاية من حكايات العقل والجسد والروح في الإنسان الذي خلق من التراب والى التراب يعود والروح إلى خالقها بعد أن انهت مهمتها على الأرضِ.
اللوحة أكريليك على قماش 40×60

أضف تعليق