48 سنة سلطانة.

 

جريدة الأقلام الدولية
International pens newspaper

عبير عربيد

لبنان

٤٨ سنة سلطانة.

قال ديستويفسكي:
“ولأننا نعرف أنّ السنوات مجرّد أرقام ، وأنّ العُمر شيء والحياة شيء آخر ، لا نشتهي مزيدًا مِن العمر ، وإنّما نشتهي مزيدًا مِن الحياة “.

نعم، مزيدا من الحياة، مزيدا من الاختبارات والتّجارب، مزيدا من الفرح
٤٨ سنة والقلب ينبض والأنفاس لم تهدأ، أذكر الكثير من أحداثه وأنسى الأكثر.
فرحت وبكيت آلاف وآلاف المرّات، لكنّني حمدت نعمة فرحي، وأخذت العبرة من حزني.
غنّيت ورقصت فوق دمعي، فجفّفته، وأحببته ومسبّبيه.
انتصارات عزّزت ثقتي، وأنكسارات ثبّتت عودي، قوّمت مسيرتي، وجلت ضباب مساري.
تعلّمت من هذه السّنوات، أنّ بالمحبّة تمتلك مفتاح النّعيم، وتتربّع على عرش القلوب.
لن تحتاج للكثير، فقط أطلق العنان لقلبك واسترح.
أكثر ما أحزنني الموت، لكنّني آمنت ورضيت
وأكثر ما أسعدني ثلاثة براعم نبتت داخل قلبي وانعشت عمري وأنفاسي، وحبّا اجتاح حياتي وعلّمني أصول العشق.
تحرّر فكري، وحرّر معه روحي، ثمّ قلمي، رميت كلّ أثوابي البالية في حفرة، كلّ أثواب الانتماء مع كلّ العقد الّتي كبّلتها، ودفنتها فنبتت أزهارٌ، تحتار بها لروعة نقائها وصفائها.
فككت كلّ رابط كان يشدّ بروحي للأسفل وأطلقتها لتحلّق آمنة هناك بين الأفلاك، لكنّني لم ولن أستطيع تحرير جسد، أوضعه الخالق أمانة عند تلك الرّوح.
أطلقت العنان لسلاسل فضّيّة زيّنت رأسي، لم أخف منها ولم ارتبك من ازديادها، فروزنامتي ليست أوراقا تمزّقها وترميها دون أن تشعر بقيمة أيّ منها، روزنامتي حيّة تحدّثني يوميّا، تعلّمني دروسا يوميّا، تدرّبني على المضيّ قدما يوميًّا، وتزرع بسمة في كلّ ليلة ظلماء.
٤٨ سنة عشت سلطانة على الحياة، على الحب، على الحزن، فرافقني الثّبات.
عيشوها معي بفرح وسعادة.

أضف تعليق