عبدة الصنم والكاهن المبجل..

جريدة الأقلام الدولية
International pens newspaper

 

سرى العبيدي .

بسم الله الرحمن الرحيم .

(واذا اردنا ان نهلك قرية أمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)  صدق الله العظيم.
كثيرة هي الأيات التي حذرنا الله سبحانه وتعالى من الأنصياع الى الأشخاص والحكام وغيرهم بدون دراية ومعرفة وحكمة .

في قوله تعالى : ( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) بمعنى ان الله حاشا ان يأمر عباده بالفساد والفسق ليعذبهم من بعد ذلك وانما الامر هنا من الامارة والتمكين اي سلطنا أشرارهم عليهم ومكناهم منهم ، فعصوا وفسقوا ، فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم ومن يتبعهم بالعذاب الاليم، جزاءَ لما فعلت ايديهم واتباعهم لهواهم ، بعد أن أغراهم الشيطان ، وفي قوله تعالى : ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) واسم القرية هي التي يجتمع اهلها على عصيان الله تعالى وعدم اطاعة اوامره ونواهيه . على عكس اسم المدينة في القران الكريم . فعذاب الله قد ياتي من خلال المترفين والمتنفذين والمتسلطين على رقاب الناس الذين يقودونهم على هواهم ومصالحهم الشخصية فيتبعونهم كالقطيع في نفق مظلم ليصبحوا قرابين كالاضاحي عند انكشاف الظلمه والخروج منه ويصبح المترفين والمتصارعين والفاسقين اخوة متاحبين فيما بينهم.. لذا فلا نتصوروا ، ان الله يريد ظلما لعباده (وما ربك بظلام للعبيد) أو أن سبحانه لا يستجيب الدعاء او بعيدا ًعن مظلومية الناس ولكن تارة (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) وتارة (ان الله يعلم ما في السموات والارض) …
ولو يؤاخذ الله الناس بكفرهم وافترائهم ما ترك على الأرض مَن يتحرَّك ، ولكن يبقيهم إلى وقت محدد هو نهاية آجالهم ، فإذا جاء أجلهم لا يتأخرون عنه وقتًا يسيرًا ، ولا يتقدمون
فنحن لسنا بعيدين عن الله تعالى وليس بمعجزيه فهو القادر على كل شييء إن شاء أن يبدلنا وياتي بقوم اخرين افضل منا واتقى واقرب الى الله تعالى .. ولكن خلقنا باحسن تقويم وسخر لنا كل مافي الارض جميعا وجعلنا خلفاء لمقامه المقدس دون الملائكة ووهبنا العقل ليميزنا عن باقي خلقه ليمكنا من عبادته والعمل بشريعته على يقين وبصيره لا بالتبعية والسخرة .. كأن يَقُل للشيء كن فيكون.. يريد منا ان نكون مخيرين لا مسيرين في عبادته سبحانه وهو الله الخالق العظيم ولا معبود سواه فكيف نسير ونتبع صاغرين مستعبدين لعباده المترفين المتسلطين على رقابنا والمتمكين بنفوذهم ادارة البلاد بلا عطاء ولا عدل ويفسدون فيها .

أضف تعليق