مجلة أوراق المهجر الدولية
International Diaspora Papers magazine
لا لون يميز البشر عندي.
.عصام عبدالمحسن / مصر
بين شرنقة من طمي
وفوهة
من احتراق الوجود
أقف….
أنا المنفلت
أحمل لون الغسق
ولون الانشطار
بجلدي
وقلبي
فورة من لبن طازج
أهرول
بين حقول الغياب
لأقطف حاضرا مزدهرا
أسعى
ما بين خطيئتين
واحدة منها….
لقابيل
والآخرى
لمن باع أمنه
بثمن بخس
فصرنا جميعا
كيوسف
في صدور أخوته.
………………….
العقرب
مثل الخنفساء
مثلها
مركبة التكتوك
كلها زواحف
ترجف سكينتنا
وتهرول أكثر
بين حفريات الحاضر
وأسفل طبقات الانتماء
تعشعش
ناخرة
أعماق التاريخ
في الذات
تهشهشه
ليصبح…..
كالغلاف الجوي
يحيط كل السماء.
……………..
الناسك
والناشط
والماسك خيط الفجر
على كافة الحدود
يقيمون…
صلاة الغدر
بساحات القلوب.
…………..
أيها الراعي
تمهل..
آيها الوالي
تريث…
آيها المبعوث
من الرحم المنفوخ فيه
توقف..
ويا سادة..
هذا شعاع الشمس
يطل علينا
بلا لون
لكن اللون بداخله
فينا يتبدل
والوجه المنكسر
في صفحاته
على الجدران
ظلال
فوق الأرصفة
ظلال
خلف الأسلاك الشائكة
ظلال
وبين يد الله الحانية
كلنا ….
ظلال
………………
لا وقت باقٍ
فالسلاسل التي
تجرجرنا خلفها،
نحن نجرجرها خلفنا
نتبادل الأدوار
قائد
ومقود
عاقل
ومجنون
كلها الخطى تحملنا
باتجاه صحوة
لا شيء فيها
يكون.
……………
قمحاوي
سمراوي
هكذا نكون
ولا أسود فينا
سوى
سواد القلوب
ولو شئنا الأبيض أبيضا
ما كان
فكل انكسارات الضوء
تلوثه
بالرمادي
وبالمجازي
وحتى
بتعاليم الإنسان،
الأبيض…
مظلوم يا سادة
الأبيض…..
مصلوب بين عيوننا،
واليوم…..
لا لون حرا
لا لون ثابتا
ولا نحن المعصومون
فصوت بلال
مازال يرجف صدر الصحراء
مازال
يصدع الجبال
كخشاعة الأشجار لملك النار.
………………….
ما استطاع كبيرهم
صد ضربة الفأس عن عنقه
وما تردد يوسف
أن يمنح أخوته قميصه
ليرتد بصر أبيه
وما برأت مريم
بغير حديث وليدها
ولن يبرأ الناس جميعا
حتى وإن أغرقتنا الشفاعة
فنحن الموسومون
المنقسمون
بفعل الفُتنَة
وبحب الذات
لا اثنان فينا
إلا وكان بينهما
الثالث….
سلطانا.
……………….
فلترجعوا
إن استطعتم
وما تستطيعون….
أو انفلتوا
من قبضة الخطيئة الأولى
سدوا فراغ الشق
في صدر الأخوين
ليذوبا اللونين معا
وتنطفئ نار القربان،
فلتُعلموا الطمي
أن يتشكّل خلقا جديدا
وأن ترافق الشمس
دقات قلوبنا
وتشرق…..
من بين الضلوع.
فلتقبضوا
على ضرع السماء
ليأكل الأطفال
ويشرب الرجال
وتسوق الحكمة منها
كل النساء.
…………………..
كونوا جميعا
على مقربة
من حدود اليقين
فكل هذي الأرض
وطن واحد
ينتظرنا
أن نحرر نبضاته
من قبضة الاغتراب
وسطوة الأنين.
……………

أضف تعليق