الفساد مرض خطير ينهش جسد الدولة والمجتمع

زهير جبر سلمان .


يمكن وصفه بأنه آفة تنخر أي مجتمع عندما تتوفر لها الظروف الملائمة وتكون الأرضية هشة وخصبة تماماً مثل مثل حشرة النمل الأبيض (الأرضه) التي تنخر أساس البناء وتجعله على المدى البعيد أيلاً للسقوط..
وله أوجه متعددة والذي يهمنا منه هو الفساد المالي والإداري الذي يتعلق بكيان الدولة ومؤسساتها الحكومية
وبطبيعة الحال هناك مقومات لنشوء الفساد نوجزها في سطور قليلة منها عدم وجود الأرادة الحقيقية من قبل الحكومات لتشريع القوانين التي تحد من تنامي الفساد وانتشاره بسبب تغلغل الفساد بين أصحاب القرار أنفسهم وبالتالي عدم اتخاذ أي إجراء حكومي للحد من هذه الظاهره… حيث تنشط مستويات الفساد من أعلى هرم في الحكومة إلى أدنى حلقه أداريه لتصل إلى الموظف البسيط الذي يحاول بشتى الطرق الغير شرعيه مد يده للكسب غير المشروع.
وهنا يكون الفساد قد حقق غايته ..فيكون المواطن البسيط هو الضحية ..اذ يجد نفسه مجبراً لدفع الرشوة لإنجاز معاملة ما، أو تلكئ مشاريع كبيره تمس حياة الناس نتيجة تواطئ المسؤول مع المقاول أو المستثمر الفلاني.
وعندما يتمكن الفساد من بلد ما نرى أن الغالبيه العظمى من الموظفين غارقين في بحر الفساد ومتلذذين بنكهته الدنيويه بعيدين كل البعد عن الضمير..والتعامل الإنساني..والخوف من الله
عندها نجد أننا أصبحنا جزء من مجتمع عقيم غير منتج وليس له القابليه على التغير نحو الأحسن.. بسبب تنامي الفساد على كل المستويات..
ولمعالجة الفساد والحد من تغلغله ومنع تفكيك المجتمع لابد من قيام الحكومات والعاملين عليها باتخاذ الإجراءات التاليه:-
1-سن القوانين الكفيلة بمكافحة الفساد وتطبيق القانون على الجميع دون النظر إلى الجهة التي ينتمي لها المتسبب بالفساد..
2-تشكيل جهات رقابية على غرار ما موجود منها في الدول التي نجحت في مكافحة الفساد..على أن تعطى صلاحيات واسعة وبعيدة تماماً عن التأثيرات مهما كان نوعها للقيام بواجباتها على أتم وجه. وبالخصوص الجهاز الوقائي الأستباقي
( المفتش العام)
3-اختيار كوادر نزيهه من مختلف الأختصاصات مشهود لها بالعلميه والأمانة والشجاعة في اتخاذ القرارات المناسبة.
4-دعم القضاء بكل مايمكن لإنجاز مهامه ومحاسبة المفسدين مهما كانت عناوينهم الوظيفية في الدوله..
5-بث روح الثقافه مكافحة الفساد في المجتمع للتبليغ عن كل ما من شأنه اشاعة الفساد أو الترويج له..وإبلاغ الجهات المختصة بذلك.
6-دعم العاملين في مكافحة الفساد وحمايتهم قانونياً من المطالبات العشائرية وغيرها و التي تنتج من جراء تطبيق القانون بحق البعض من المتنفذين الذين تم بحقهم إصدار أوامر إلقاء قبض أصولية.
أن اتخاذ هذه التدابير تحد الى حد كبير من تطاول الفساد وتناميه وتحديد اذرعه والسيطرة عليها..
أن السيطرة على الفساد ينتج دولة قويه متطورة ينعم أبنائها بالرفاهية والسعادة..والأمان.
نتأمل أن يتحرر بلدنا من آفة الفساد..ويعيش حراً آمناً مستقراً..

أضف تعليق