ما عادت تعرف
. عصام عبد المحسن / مصر
كعادته كل يوم
لم يمر
هذا المساء الطويل
وكأنه يشغله الإنتظار،
وكأنني والقلق
سماءٌ بلا غيمات
والنجمات الصافيات بضوئهن
يوحين إلي
بكل مفردات الهيام..
كأنها الدورب الغارقة في المتاهة
ماعادت تعرف الانشطار،
متوحدة تحملني
تولي وجهتها
إلى قلبي
فلا انحصار
يلفني بالحكايا القديمة
ولا احتدام
يركلني
بين صراع الذكريات..
كل الآنيات
تشير إلى الزاوية المنفرجة
المنطلقة من قلبي
نحو عالم جديد،
تغلق خلف أضلعها
كل مساحات اغترابي
وكل المسافات التي
تجذبني
إلى عفن الاشتياق
إلى ماضٍ
لم يرغب مرة
أن يضحك لي
أو يربت على كتفي
بفسحة من حضور،
فأطفال الغياب يلهون نهارا
أسفل نافذة روحي،
لتصنع ضجيجا فجًّا
طيلة الليل
فوق سريري..
تؤرقني
كذبابات زرقاوية
وأنا
بين كفي الليل
أسجي روحي
بسلام المتعبين
من الهجر
و ضياع الحنين
كل السنين هاجرتني
وأنت…
آيا مساء يومي
أراك منتظرا
للقادم
الحامل فوق ظهره
كل مفردات الهيام
فتقدمها لي قربانا
لألقي عليك
أخر قصيدة عشق
لم أكتبها
عن ذاكرة
سوف تنبت من جديد
كلبلابة
على جدران الفراغ
تتسلق
تتشعب
تستبدل لون الظلمة
في عيون الصباحات التالية
بلون عيونها
وهي تطل
من شرفة القصيد
تلوح لك…
كي لا تجيء
فلا
تجيء.

أضف تعليق