ولادة الأُمة؛ . نعمه العزاوي.

 مجلة أوراق المهجر الدولية

International Diaspora Papers  magazine

ولادة الأُمة؛ 

نعمه العزاوي.


نحن في هذه الأيام على عتبات ذكرى ولادة الأمة المحمدية، ولادة رجل أصبح أمة قائمة خالدة تحمل كتابا مساوقا متعاظما بالإعجاز بين ألفه ويائه، كتابا بعضه يأخذ برقاب بعض، شمطه وحيد، وعقده فريد، متين النسج والسرد ، بالغ البيان، إنضوت إليه الأرواح، ألفاظه أمواج بحار زاخرة،  تطيب لها أنفاس من عرف الآخرة، لا لبس فيه ولا شبيه، قاهر أهل الهذي والغي، من خاصمه خصم، ومن عارضه قصم، حتى تبدل الأرض غير الأرض والسماوات، في هذا المقام لا اجد لنفسي مكانة تليق بوصف النبي محمد إلا بما قالت عنه أم معبد البدوية الخزاعية (ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثُجْلة، ولم تزر به صلعة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وَطَف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطع، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر، ولا هذر، كأن منطقه خرزات نُظمن يتحدرن، رِبعة، لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غُصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، وله رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفَنَّد. 

صلى الله عليه وآله.

أضف تعليق