مجلة أوراق المهجرالدولية
International Diaspora Papers magazin
سدائلُ الخريف……
علاء العتابي
ما أن لمحت لمعة بريق حدتها حتى ضمت بيديها صغارها خلف جذعها ؛ ارتعشن خوفًا بضمها لهن؛ بدأن كجسدٍ واحدٍ يسقط بهز جذع أوراقها المرتجفات!
هاقد نزعت لك ثيابي ، أصبحت عارية ، سهلة المنال ، خفيفة الثقال ، راضخة العناد ، سريعة الاقتلاع ، مقبلة العناق ، راضية الوداع ، مودعة الأحزان ، مكبلة الوصال ، باكية الحال ، تبكي صفار الأطفال في أعشاش أمهاتهن بين يديها وتحت كتفيها وفي ثقوب ثوب جذعها المكال ؛ كي تلقني في حضن مواقد الشتاء ؛ تدفأ بي حرارة الاجواء ؛ فتدمع عيونك من كحل دخان أغصان حدقات بناتي اليتيمات ، تسمع تنهدات تكسرات حفيف اوراقي مثل صرير ريح يقلب جمر حمر خجل كبرياء وجنات أولادك وهم ينظرون بخوف كيف يقلع مشهد تلفازك غابات الأشجار!
خجل منها ، طأطأ رأسه ، ارخت أصابعه قوة مسكها ، هوى أرضًا ، قبل فاه ثغر أرض جذورها المحيطات جنبًا و هن يناغم ترددات بواطن أقدام ساقيه المرتعشات!
أهدته صفار خوفها ، وريقات حناء الأشجار.
نزع معطفه ، ستر جذعها ؛ كسر عود فأسه أوقد به مدفأة الشتاء. .

أضف تعليق