
International pens newspaper
سامي الجابري…
الصين تعتمد في صادراتها وواردتها مع الكثير من القارات والبلدان ، وبشكل كبير على الشرق الأوسط للحصول على بعض المنتجات كالنفط والغاز وغيرها ، وتعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة.
ستكون القمة القادمة في السعودية ، هي محطة بارزة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين
ومن الواضح ، ستكون ابرز الملفات المطروحة في القمة هو دعم القضايا العربية ، وايجاد حلول سلمية للازمات القائمة في المنطقة ، وتعزيز العلاقات في جميع المجالات ، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ، والاتفاقات والمرجعيات ذات الصلة ، وتعزيز فرص الحل السياسي ، ورفض التدخلات الخارجية والاقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية…
فضلا عن توسعة الاستثمارات وفي كافة المجالات .
وفقاً للدراسات والتحليلات والمعطيات العامة سيتم البحث بافاق التعاون المشترك، وسبل تعزيز التنمية المشتركة وتكامل أستراتيجياتها في إطار المبادرة العالمية . للتنمية التي أطلقتها الصين بعد مبادرة “الطريق والحزام”، وهي مبادرة تُعنى بقضية التنمية، وتهدف إلى توجيه الجهود العالمية صوبها، لضمان تحقيق تنمية عالمية شاملة ومتوازنة، ودفع الجهود لتحقيق الأهداف الإنمائية التي عُرفت بأجندة الأمم المتحدة للعام 2030 للتنمية المستدامة.
الصين تُعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو (330 ) مليار دولار أميركي في العام المنصرم، بزيادة بلغت 37% عن العام الذي سبقه.
ولكن التبادل التجاري بين الصين والعرب ، ما يزال محصوراً بأنماط التبادل النمطي، وفي مجالات محدودة، مثل الطاقة، والبنية التحتية، والتبادل السلعي، وبشكل خاص المنتجات الصناعية الصينية، ولم يتوسع بالشكل المطلوب في مجالات الاقتصاد الرقمي ومجالات الاتصالات، بما في ذلك الأقمار الصناعية وتقنية الجيل الخامس والبيانات الكبرى وغيرها من مجالات التعاون غير النمطية.
ان هذه المواضيع وغيرها سيتم وضعها باجندة التباحث والعمل على تنضيجها وتحقيقها في المستقبل القريب
وقد يكون هناك أتفاق لتحقيق الامن الغذائي لنحو 2مليار نسمة ، ويلبي أيضا حاجة السوق العربي والصيني والأسواق المجاورة .
ثمة فرص كبيرة وأستثنائية ، يمكن العمل عليها في القمة العربية الصينية. ومن هذه الفرص، هي الاستثمار المشترك في مجالات التعدين، لا سيما في ( الجزائر وموريتانيا والسودان) ، وفرص إقامة قواعد صناعية مشتركة توظف فيها القدرات الصينية من خبرات وتقنيات .
وهناك ثروات ومناجم للمواد الخام التي تزخر بها الدول العربية ، كخام ( الصمغ العربي ) الَّذي ينتج في السودان 80% من إنتاج العالم فيه لان هذه المادة تدخل في غالبية الصناعات الغذائية والدوائية، كما تدخل في غالبية الصناعات العسكرية، وبشكل خاص في الصناعات العسكرية المتقدمة ذات الصلة بمجالات الصواريخ والفضاء. ويمثل الصمغ العربي مادة واحدة من المواد الخام النادرة التي تزخر بها أقطار العرب.
أنَّ التعاون الاقتصادي والتنموي العربي الصيني سيفتح آفاق كبيرة، ولا سيما في ظل الظروف الدولية التي تشهد اضطراباً كبيراً ، ومتغيرات كثيرة تدعو إلى بذل المزيد من الجهود من كل الأطراف لرسم استراتيجية تعاون ، تؤسّس لمستقبل جديد للعلاقات العربية الصينية التي يرجع تاريخها منذ آلاف السنين، وتسهم في صناعة المستقبل الدولي الجديد بأقطاب متعدّدة، وبنظام دولي جديد يؤسس لقيم الحرية والعدالة، بعدما عجز النظام الدولي القائم الآن عن تأسيس ركائزه على هاتين القيمتين.
أضف تعليق