كأس بلا خطيئة…..

International pens newspaper
علاء العتابي
كعادته يشطب بداية يومه غير مكترث لأسواقه الغير ربحية !
مجرد تمضية وقت بلا ثمن! ما أكثرها من اوقات تمضي من غير وداع!
تمر الساعات مع بناتها الدقائق والثواني؛ كم شقيات هن الثواني لطالما يقصرن من عمر والدتهن بشقاوة اللعب مع صغار اللحظات والبُرُهات!
وأنا أسقط اللحظات تلو اللحظات
وأدخل زرار الثواني في كمام الدقائق وإذا برجل مقتبل العمر خفيف الطلة ولكن صامتُ اللسان ؛ كأن شيء يخنقه !
تفضل يا عم ، كم أسعدني دخولك.
بعد تحية يد السلام ذهب يمعن علب الصودا من خلف زجاج عارضات المرطبات.
طاف حولها مرتين وخرج مع إضفاء إبتسامة خفيفة ، شكرًا لك!
وقف خارج المحل يحدث نفسه امام أنعكاس صورته في زجاج الأسواق!
عاود الدخول مرةً ثانية وطاف لعشرة دقائق أخريات!
هل عندك شراب الشعير الغير مخمر؟
من عادتي أضعها جميعها خلف علب الكولا و الميرندا لشحة السؤال عنها ؛ فلا حد يكترث لها؛ مجرد حاجة تملي فراغ الثلاجة!
أخذ واحدةٍ وأخذ ركنًا من المحل يختلي فيه كصومعة متقوقعة غير مسموعة ؛ مثالية بعيدة كل البعد عن صخب المدينة !
جلس في صمت المكان يسمعه فتح سدادتها المعدنية بصوتها الأخاذة تكاد تسمع نفاذية رائحتها كأنك وسط حقل شعير وقت الحصاد ، بعد إن دفع حسابها مع كيس مكسرات مشكلة النوع و علبة دخان محلية الصنع، وأضاف إليها علبة كبريت!
رشفة واحدة مع نفس دخان عميق معمول تبغه يكاد جمر تبغها يحرقه بلونه الأحمر الناري… حسرات تنطق مع صعداء الدخان : ياليت طعمها كما كان الزمان!
يا ليتها…. يا ليتها ….. يا …. يا …. ي .. ي.
يا عّم بكاءك يشدو المكان حزنا!
ومن هي ياليتها؟
يا ليتها تخمرني كما كان البعاد يبعدني و صعوبة الحال تجذبني
تركته على سقف السيارة والجميع حوله باكين بلا دموع
وأعينهم تصد إلي وإنا أنفخ حسرات الهجران هربنا من صفعه آلم الواقعية..
أضف تعليق