( هذا العراق )

جريدة الأقلام الدولية
International pens newspaper

د٠جاسم الطائي


هذا العراقُ جراحُ الأرضِ تزدحِمُ
مضمخُ الهامِ وهو الشامخُ الهرَمُ
مرت عليه جيوشٌ لا عدادَ لها
من الرزايا فخابَتْ دونَهُ الرُجُمُ
منذ الخليقةِ هابَتْ من بوارقهِ
نوائب الدهرِ حتى نابَها الهَرَمُ
كم ناجزَتْه وكم أعيى مصارعَها
ولا يزالُ عصياً تاجُهُ الشممُ
أردى بها الموتَ واستبقى مهابَتَهُ
ومزَّقَ الصمتَ والآفاقُ تحتدِمُ
فلا يزالُ بقلب الأرضِ نبضتُهُ
وفي محيا السَّما وَشمٌ ويرتَسِمُ
فانفَذْ إن اسطَعتَ من دوامةٍ عَرَضَتْ
واغفَلْ ان اسطعتَ لن يبقى عليكَ فمُ
أنّى نظرتَ تجدْ من بعض عزَّتهِ
فيضاً وينهلُ من أسرَوا ومن قدِموا
نبعُ الحضارةِ ما انفَكّتْ فضائلُهُ
على الزمانِ زماناً ظلّ يبتسمُ
قد ألهَمَ الخلقَ تحكي عن مآثرهِ
وفَجّرَ النورَ أبْلَت دونَهُ الظُّلَمُ
هذي القراطيسُ كم تزهو بملحمةٍ
مدادُها ماءُ عينِ الدهرِ ينتظمُ
هو العريقُ فأيُّ الوصفِ يُنصِفُهُ
وأيُّ قافيةٍ إن رمتَ تنسجمُ
ترنو إلى الشمسِ والعلياءُ موطنُها

قد أعجزَ الضادَ حتى هابَهُ القلمُ

أضف تعليق