شاعرٌ في بابٍ موارب ..

جريدة الأقلام الدولية
International pens newspaper

حسين جبار محمد

لم يكنْ في بدايتهِ غيرَ راكضٍ في حدائقاليسار ، تعجلٌّ وتسرعٌ قد يعذرهُ فيها شبابٌ يطرقُ الأبواب ومراهقةٌ تأخذُ من أعماقهِ الكثير.
يتصفّح مايراه
يحاول التعملقَ راكضاً.
فتح بابًا لشبابه، دار مع دوران والتواء طرق ذلك اليسار. تلك الطرقُ كانت قد غادرتها أشجارُها وهربت أطيارُها وهو في هذا لم يكن إلا مقيماً في منزلٍ سكنه اليسار ُ الغارب ودخلته السلطةُ في عنفوانِ تقدمها.
كان يلمسُ جدراناً جديدة لهذا المنزل ويحاول أنْ يطالَها.
كان يغنّي بلا معنى أو إنّه يغنّي ماضٍ لم يعشْهُ وحاضرٍ بلا لونٍ أو طعم.
عينهُ باتجاهين ، يدّعي مقبولية صحبٍ قدامى ويرضي حضرة السلطان.
الأزهارُ القديمةُ يبست والشوكُ نبتَ.
شاعرنا هذا أنشد للشوكِ إيماءً ثم تلميحاً ثم تصريحاً ولو بشكلٍ موارب ثم هو ركب عربة السلطان وكان من جامعي بدل الركوب بل ومّمن انتفع مّا تساقط أو تغافل عنه الحسبة.
كان حبله ممدوداً لاثنين أو ثلاثة وكان يستعذب الطعمين ويحلو له النوم بالمضجعين.
حاول أن يحمل البخور متحمساً لكنّ حملة البخور كثيرون فزقّوه جانباً وفي زمنٍ تالٍ ركب ظهر جوادٍ أريش وقال فيما قال كلاماً لالعنة فيه لماضٍ ولاترحيب بحاضر.
من جديدٍ جاور وعانق من امتلأت جيوبهم وحقائبهم وسكن ديارهم وهلّل لهم.
استيقظ بعض جذرٍ قديمٍ نما كبرعم ٍ في جذعِ شجرة ٍ أخرى ليظهر ورقا ً أعجم وثمراً غريباًً في حقلٍ جلس في قمة نخيله عوسجٌ يابس وأحاط بثمره عاقولٌ عالٍ.
تياسر شاعرنا ثم تبامن ثم تشامل وترسمل وتأسلنَ وتكرّد وهو قد يتموهب إذا ما وجد لذلك سبيلا ً وهوفي ذريته تخلجنٌ وزيغٌ ومروق.
لازال شاعرنا في بابه الموارب يكسب ويكسب ويتبعه بعض مريدين ممن تسعود وتيامن وتياسر وتمدين.

أضف تعليق