و سط الزحام – عبدالله ابراهيم جربوع

 

  و سط الزحام 


عبدالله ابراهيم جربوع

 كنت هناك

وسط الزحام

في متحف الحضارات

وجوه جميلة 

منقوش عليها بقايا

مملكات عائمة

بين الفرات ودجلة

 وجوه بابلية

آشورية

كلدانية

 سومرية

وعباسية 

لم تكن حيرتي غائبة 

 عن نواميس الوصال

ولم يكن حبل الوصال اطول 

من ظله

وحين سمعوا صوت 

المدفع تحول الزحام إلى 

صحراء بلا رمال

 حملتني حيرتي على أغصانها

الغافية 

من كان وراء المدفع ؟

ومن كان خلفه؟

كان من أبناء آدم 

 لست ادري إن كان من نسل 

الجد السابع عشر 

ام من احفاد هاجر

ولكن قالوا إنه من بني البشر 

   ارسل للردى سبعون ألفا في 

لحظتين

و مئة ألف بعد الصدمة البنفسجية

و إلى الآن لم يزل الردى يصطاد الغابرون في كينونتهم

 كنت هناك وسط الزحام

في احدى المعاجم الحربية

كنت احفظ دروس الكوكب 

الفوضوي

 وكانت صبغة الحاضر 

 محفوفة برحيق المستقبل 

المخطوف

 

 لا شيء يستحق 

      إقتناصه بالاثم 

ولا شيء ابشع من الطغيان .

 

 وماذا بعد؟

 حلمت انني وسط الزحام

 أبحث عن غرفة ماء من فرات 

كان يجري و سط الركام

     وكانت غرفة الماء أشبه بحفنة رصاص 

عذرا عذرا ايها النهر 

المحزون

صبغوك بلون جديد 

لون العراء

ولكنني بكل ما املك من 

وسائد مليئة بالترحاب

 سأبقى وسط الزحام حلمأ

لعلي أرى حمورابي  

       فأقول له لقد ثقبوا العين والسن و السنن؟

 

      

أضف تعليق