
International pens newspaper
المقاصدُ الضائعة..في الأغلاطِ الشائعة .
” تَعَلَّموا العربيَّةَ ،وعلِّموها الناسَ ” ـ حديثٌ شريف
إعداد: محمد الجاسم
تزخرُ لغتُنا العربيةُ المعاصرة بكمٍّ هائلٍ من كلماتٍ دخيلةٍ أو مغلوطةٍ أو محرَّفة ،وبمرورِ الزمنِ والتداولِ اليوميِّ على الألسنِ وفي الكتب الرسمية والمخاطَبات العامة ووسائل الإعلام والصِّحافة والرسائل الجامعية ومنجزات المبدعين الأدبية ويافطات أسماء الدوائر والمحالّ التجارية وعيادات الأطباء وغيرها، قد تسللت إلى لغتنا خلسة، حتى أصبحت من فرط تناقلها واستخدامها شائعةً ومقبولةً لدى القارئ والسامع ،ورسخت في الأذهان وانطلت على المتداولين ،إلا لذوي التخصص،فأمست المقاصد ضائعة في خضمِّ الأغلاط الشائعة. لذلك أعددتُ لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك ـ ثلاثينَ حلقةً (رابعة ـ جديدة) من سلسلة تصويباتٍ منتخبة،إستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره مدةً من الزمن في صحيفة (المصور العربي) ،التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءةٌ في التراث).
رمضان العام 1444الهجري
(96)
تَعُجُّ نصوصُ الأنظمةِ الداخليةِ والمخاطباتِ والقوانينَ المُشَرَّعَةِ في مؤسساتٍ دستوريةٍ وتنفيذيةٍ في الدولة، بِكَمٍّ هائلٍ من الأغلاطِ اللغوية،إملاءً،ونحوًا،وفصاحةً.وهاهو الفصلُ الأولُ من النظامِ الداخليِّ لمجلسِ النوابِ العراقيّ،وقد جافى الصوابَ في كتابةِ الهمزات،وعدمِ التفريقِ بينَ همزةِ الوصلِ وأختِها همزةِ القطع.فيقول:
” ويمارسُ الإختصاصات “،وكانَ الصوابُ أنْ يقولَ: (ويمارسُ الاختصاصات)،دونَ أنْ يرسمَ همزةَ الوصلِ المكسورةَ .
ويقول:
“يتألّفُ مجلسُ النواب من (329) عضواً ممن تم إنتخابهم بموجب قانون الإنتخابات”، وكان الصواب أن يقول (انتخابهم)و(الانتخابات) للسببِ عينِهِ.
وجاءت في المادة 3 عبارة ” أياً كانت إتجاهاتهم أو إنتماءاتهم “، وإنَّ هاتين الهمزتين كلتيهما همزتا وصلٍ،فلا يجوزُ رسمُهما.وقد وردت في نصِّ المادةِ نفسِها،عبارةُ:”وتضمنُ حريةَ المعارضةِ الموضوعيةِ والنقدَ البنَّاءِ” ،دون أن يراعى الموقع الإعرابي لكلمة (البنّاء) بوصفها (نعتًا يتبع المنعوت) لكلمةِ (النقد) التي جاءت منصوبةً بالفتحة لأنها معطوفةٌ على مفعولٍ به،وكان الأحرى أن تكونَ العبارةُ (النقدَ البَنَّاءَ).
أما المادة 6 التي توجب بأن يُؤَدِّيَ عضوُ مجلسِ النواب في الجلسة الأولى اليمينَ الدستوريةَ بالصيغةِ التي أورِدُها لكم أحبتي الآن،وأكتبَ الصوابَ لصقَ كلِّ غلطٍ إملائيِّ بينَ قوسين،للتنبيه والتصويب.
بسم الله الرحمن الرحيم
“أُقسِمُ باللهِ العَليِّ العَظيمِ أَن أُؤديَ مهمّاتي ومسؤولياتي القانونيةَ بتفانٍ وإخلاصٍ وأّن أُحافِظَ على إستقلالِ(استقلالِ) العراق وسيادتهِ وأرعى مصالحَ شعبهِ وأسهرَ على سلامةِ أرضهِ وسمائهِ ومياههِ وثرواتهِ ونظامهِ الديمقراطيِّ الإتحاديِّ(الاتحاديّ) وأن أعملَ على صيانةِ الحرياتِ العامّةِ والخاصّةِ وإستقلالِ(واستقلالِ) القضاءِ وألتزمَ بتطبيقِ التشريعاتِ بأمانةٍ وحيادٍ، واللهُ على ما أقولُ شهيدٌ).
وغير ذلك كثير في نصوص أدبيّات البرلمان.
وَرُبَّ قَوْل.. أَنْفَذُ مِنْ صَوْل ..

أضف تعليق