
International pens newspaper
المقاصدُ الضائعة..في الأغلاطِ الشائعة .
” تَعَلَّموا العربيَّةَ ،وعلِّموها الناسَ ” ـ حديثٌ شريف
إعداد: محمد الجاسم
تزخرُ لغتُنا العربيةُ المعاصرة بكمٍّ هائلٍ من كلماتٍ دخيلةٍ أو مغلوطةٍ أو محرَّفة ،وبمرورِ الزمنِ والتداولِ اليوميِّ على الألسنِ وفي الكتب الرسمية والمخاطَبات العامة ووسائل الإعلام والصِّحافة والرسائل الجامعية ومنجزات المبدعين الأدبية ويافطات أسماء الدوائر والمحالّ التجارية وعيادات الأطباء وغيرها، قد تسللت إلى لغتنا خلسة، حتى أصبحت من فرط تناقلها واستخدامها شائعةً ومقبولةً لدى القارئ والسامع ،ورسخت في الأذهان وانطلت على المتداولين ،إلا لذوي التخصص،فأمست المقاصد ضائعة في خضمِّ الأغلاط الشائعة. لذلك أعددتُ لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك ـ ثلاثينَ حلقةً (رابعة ـ جديدة) من سلسلة تصويباتٍ منتخبة،إستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره مدةً من الزمن في صحيفة (المصور العربي) ،التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءةٌ في التراث).
رمضان العام 1444الهجري
(107)
أَجِبْ (على / عن) الأسئلةِ الآتية:
يتردَّدُ هذا الطلبُ في الاختبارات المدرسية كثيرًا،ولم ينتبهْ أحدٌ لصيغة الطلب بين الغلط والصواب.
الفعل (أجابَ ، يُجيبُ) قد يتعدّى بنفسه،كقوله تعالى:
” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ” سورة البقرة ـ 186.
وكقول الشاعر النابغة الشيباني :
” تُجاوِبُ البومُ أصداءً تُجاوِبُها … والذئبُ يعوي بها في عينِهِ حَوَلُ “.
وقد يتعدى بالحرف (عن)، فنقول (أَجِبْ عن الأسئلة الآتية)،ولا نقول (أَجِبْ على الأسئلة الآتية)، لأن (الإجابةَ عن) الأسئلةِ تُفيدُ تحديدَ الإجابةِ المطلوبةِ بعينِها،أما قولُنا (أَجِبْ على الأسئلة الآتية) فمُجانِبٌ للصواب،لأن (على الأسئلة) تُفيدُ معنى تركِ الأسئلة والإجابة عن غيرها، لما عُرِفَ عن حرف الجر (على) من بين خواصٍّ تسعٍ خاصِّيَّةُ المجاوزةِ وتركِ الشيءِ، كما هو معروف.كقول الشاعرالقحيف العقيلي:
” إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنو قُشَيرٍ … لعَمرُ اللهِ أَعجَبَني رِضَاها “
وَرُبَّ قَوْل.. أَنْفَذُ مِنْ صَوْل

أضف تعليق