
International pens newspaper
عجينة من طين …لازب
قصة : علي حداد
حين تكبر اخطاؤنا..وتصبح جزءا منا..تكون ذكرياتنا..جحيما .. نصطلي .. به
الكلمة : نعم أساءوا فهمي ..انا قلت لهم أن يكتبوا القصة كما يكتب الشاعر الصوفي قصيدة الغزل ..فذهبوا يغزلون الصوف !!
الاهداء : الى الفنان علي الأطرش والكاتب المسرحي علي حسن البياتي
والمخرج التلفزيوني ع.ن.ر والفنان فوزي مهدي
بعد اكثر من ثلاثين سنة من الزواج والعشرة والحميمية كان ينظر اليها، امرأة بدينة مترهلة.. فمها خال من الاسنان.. تدخن، وتكح، وتبصق بصاقا اخضر، تتقلب في الفراش كسمكة مسمومة.. تشخر في نومها.كقطيع من الاغنام
- لماذا لم..
- لانك.. تشخرين!!
- لكني لم افعل ذلك من قبل..
- الطعام الكثير..
راح يفكر، انها تتقلب في الفراش بلا توقف، وتكح بلا توقف، وتترهل بلا توقف، وتدخن علبها الثلاث، علبة.. علبة، وتشخر كالعادة مثل قطيع من الاغنام، بعد اكثر من ثلاثين سنة داهمه صوت غريب كأنه جاء من أقصى المدينة يسعى اليه سعيا ..لكنه يؤكد ان الصوت انبعث من اعماقه السحيقة.. هذه الكومة الهائلة من اللحم.. هذه المرأة .. ليست اكثر من عجينة.. من طينك.. صنعتها عبقريتك.. سنوات طويلة وانت تردد ذلك..
بعد اكثر من ثلاثين سنة.. وجد نفسه، يهرب من نفسه، من الغرفة الدافئة من الفراش الذي شهد ثوراته .. وانطفاءها.. ولى فارا الى الشارع البارد….. مثبورا.. كرجل..
كنحات ابله!!
أضف تعليق