
International pens newspaper
العروةُ الوثقى
حسن أحمد الفلاح
أجسادُنا تحيا
على وقعِ الحجارةِ والصّقيعْ
جثَثٌ هناكَ على الرّبيعْ
تحيا ويتبعُها الرّضيعْ
وهناكَ فوقَ جراحِنا
جمرٌ منَ الصّوّانِ يحييهِ النّجيعْ
ولبيتِ نملٍ بيننا
يحكي هواجسَنا البعيدةِ في ثنايا
القلبِ من رمدِ الفجيعْ
وتراجعَ الموتُ المهجّنُ
عنْ نواميسِ المرايا
من تهاويلِ الصّريعْ
قتلوا الصّغيرَ على ثرانا
كي يمدّوا رمالَهم
بينَ الموانيءِ عندَ أقبيةِ الرّدى
وهناكَ يحيينا الإلهُ
على سحاباتِ الأماني والرّجوعْ
قمرٌ هناكَ على نوافذِ عشقِنا
يحيا ليدميهِ تعشّقنا الوديعْ
أوّاهُ هلْ ينمو على عشبِ المنافي
سرُّ أشرعةِ المدى
لألوذَ بينَ جوانحِ الصّمتِ
المحنّى من دماءِ الأوّلينَ
على ترابِ الأرضِ في مهدِ البقيعْ
وهناكَ تسرجُنا الكآبةُ
كي نردَّ النّملَ عنْ ثقبِ الثَرى
سيذوبُ وجهُ الرّملِ
عنْ ثلجٍ تجلّدَ فوق أضرحةٍ
ينهنهها رصيفٌ يختلي
في ردهةِ الآهاتِ عن سقفٍ
تُقَرْمِدُهُ المواجعُ
فوقَ أعتابِ الطّريقْ
ماءٌ هناكَ على رمادِ البحرِ
يزجيهِ سحابٌ أخضرٌ
كي يرتدي وهجٌ منَ الأنوارِ
يحييهِ النّدى
ليمدَّ وجهَ اللهِ أوردةَ القيامةِ
فوقَ سرَّ الليلِ في البيتِ العتيقْ
وأكادُ ألمحُ وجهَ أرملةٍ
تنافحُ عن بقايا عرشِنا
كي نهتدي للشّمسِ
مع وهجِ الحريقْ
في كلّ محتفلٍ أنادي الوردَ
كي أحيا
على جمرٍ من الطّوفانِ
يطفئُهُ السّلامْ
وأنا هناكَ على ندى الأشواقِ
لنْ أحيا على وهمِ العروبةِ كي أنامْ
أمشي إلى أوكارِهمِ
كي أهدمَ الأسوارَ في أرضي التي
ينمو على أهدابِها سِفْرٌ من الأوهامِ
يزجيهِ الظّلامْ
اللهُ لن يبقى بعيداً
عن نواميسِ الضّحى
وهناكَ يحيي من ضلوعِ الفجرِ
أنفاسَ الوئامْ
اوَكلّما نحيا على سقفٍ
تغازلُهُ المواجعُ في اللظى
كي نرتدي ثوباً لنرفعَ رايةَ الأقصى
على وهجِ الحجارةِ في الدّروبْ
وقفَ الولاةُ على عروشِ الليلِ
يَنْهُونَ القوافلَ عن هجوعٍ أحمرٍ
ينمو على عشبِ الحروبْ
يُبْدُونَ للغصنِ الجريحِ نصائحاً
ليذوا عن خمرٍ تكلّسَ فوقَ أعتابٍ
يعانقُها ترابُ الأرضِ
من وحي العفونةِ عند جذعِ النّخلِ
كي تنمو على أهدابِنا
سحبُ الرّذيلةِ في الغروبْ
قمرٌ هنا يمشي إلى أمِّ المدائنِ
في ثنيّاتِ الصّباحْ
ياحفصةُ الأنوارُ تحيا
فوقَ أغصانٍ لزيتونٍ
يهدهدُ من سرابِ الوقتِ أضرحةً
تحنّي الليلَ من سقمِ الجراحْ
وهناكَ ترتعدُ العروشُ على نهودٍ
تعصرُ الزّيتَ المهجّنَ
من سيولِ الموتِ في لَبنِ الكفاحْ
وهنا ينادينا الصّدى
في ليلةٍ تحكي إلى الأطفالِ
سرَّ الفجرِ من عرقِ الجليدْ
والشّمسُ نورُ اللهِ في دمِنا المحنّى
من زيوتِ الأرضِ
كي تحيي العبيدْ
اللهُ يا اللهُ في أمدي المحنّي
من لعابِ الأرضِ في الفجرِ الجديدْ
قمرٌ هنا فجرٌ هناكَ على سحابٍ
من ثريّاتِ المُنى
يُدمي رياحينَ المنافي
على سرابِ الأرضِ
من وجعِ الحدودْ
سيذوبُ جمرُ الأرضِ في دمِنا
المكلّسِ بالوريدْ
وهناكَ يحيي قامةَ الأطفالِ
من لهجِ الشّهيدْ
اللهُ ينمو في دمي
والعروةُ الوثقى تشدُّ وشاحَنا
كي ترتدي ثوباً من الأقصى
تغشّى فوقَ عصمَتِنا الأخيرةِ
في النّدى
وهناكَ يرمينا ترابُ الأرضِ
في سهمِ الأماني والوعيدْ
لا شيءَ يبقى عن سيوفِ العدلِ
في رمدِ الضّبابْ
اللهُ لن يبقى بعيداً في الغيابْ
وهناكَ يرتجُّ الثّرى
لتميدَ أرضُ اللهِ تحتَ نعالِهمْ
وتهزَّ أوردةَ السّحابْ
مطرُ العواصفِ يستريحُ على الثّرى
كي يحتسي رمقاً
منَ الزّلزالُ يعصرُهُ التّرابْ
ورمينا للآجالِ اسماً آخراً
يحيي تعاويذَ العروبةِ في اليبابْ
اللهُ يحيا كلّما
يرمي على شطءِ العروبةِ
من حبالِ الفجرِ ألسنةَ الحرابْ
وهنا يداعبُنا منَ الأنوارِ طفلٌ
يرتدي من سورةِ الإسراءِ
اسماً للتّرابْ
لا شيءَ يبقى فوقَ أقبيةِ الرّدى
يمشي وحيداً كي يردَّ الليلِ
عن ظلِّ الغرابْ
اللهُ يسري في دمي
كي نرتدي نَفَسَ العروبةِ
منَ لظى الأقدارِ من بابٍ لبابْ
أضف تعليق