المحطة ُ القديمة . ُقصة قصيرة – عماد أبو زيد

جريدة الأقلام الدولية
International pens newspaper

المحطة ُ القديمة ُ


قصة قصيرة – عماد أبو زيد


المحطة القديمة يرمقها القطار ولا يتوقف. ثلة من الذكور يلعبون بأوراق الكوتشينة، على الجزء المتبقي من رصيفها، المعبد بمستطيلات صغيرة من البازلت. تُذكّرني ببقايا حي قديم، كنت أسير فيه برفقة أبي، نشتم فيه عبق الماضي، مرة سألته عن هذه الحجارة السوداء، التي تفترش طرقاته، فقال:

  • إن الفضل يعود إلى السجناء؛ حيث يخرجون بهم إلى الجبل في منطقة أبي زعبل؛ فيقتطعونها مِنهُ.
    تمتد أياديهم بجنيهات، يضعونها فوق إحدى الأوراق المقلوبة أمامهم. تتبادل سحناتهم العبوس والابتسام، وسط دخان غزير، يطلقونه من أنوفهم. من بعيد أقف مُحدِقًا إليهم، لا أرى سوى غبار يتصاعد، تتلاشى معهُ أجسادهم.
    أمضي إلى حال سبيلي، ولا يبقى في أنفي سوى رائحة غريبة، وصورة بنت ممزقة، طريحة الأرض، أثناء عودتي من المكان عينه بعد انتصاف الليل.

أضف تعليق