بقايا الشَّوقِ
جورج عازار
بقي مقعدُها شاغراً
وكذلك رُوحي
أتنشَّقُ رائحةَ عِطرِها
في راحتيّ
وأريجَ الشَّوقِ في أنفاسي
أشهقُ عِشقاً
وتحتضنُ عينايَ
لونَ الغَمَامِ
يتلعثمُ الحنينُ في خيالاتي
وتسافرُ ذاكِرتي إلى فضاءات عينيها
ويبقى جسدي سقيماً
من غير حِراكٍ
أُضمُّ قبضتي
على ما تبقى من أثارِها
رسالةٌ مجعدةٌ
وكلمةٌ جريحةٌ
وثلمٌ عميقٌ بين سطوري الذبيحة
صرختي خَرساءَ
وحُلمي يحتضرُ
وطيفٌ يروحُ ويجيءُ
تنقشعُ غيمةٌ
فيحلُّ ليلٌ من غيرِ قمرٍ
هسيسٌ في جمرتي الأخيرةِ
أنفثُ ما تبقى من زفراتٍ
في صَدى الصَّمتِ
وأحملُ تابوتَ الذِّكرى
أعدو إلى لا مكانٍ
كفيفَ الرُّوحِ
يتوهُ مني الزَّمانُ
أنعطفُ مُسرِعاً بين الأزقَّةِ العتيقةِ
وأترُكُ مُزُقاً من وَرقٍ
تتطاير مثل الدُّخانِ
وتتبدَّدُ تائهةً
فوقَ لُجَجِ الدُّروبِ
——————————-
اللوحة للفنان السوري يعقوب اسحق


أضف تعليق