
International pens newspaper
محاسن وعيوب الحركة الأدبية المعاصرة في العراق
محمود صلاح الدين
لهذه الأرض أقلام لم يخلق مثيلها في جميع أنحاء العالم ، وهذه ليست مجاملة او تلميع لفئة معينة .
فمنا المتنبي ، والجواهري ، والسياب ، والبياتي ، وأخرون كثر . وان كان هذا في ما مضى فما أشبه اليوم بالأمس ، ولكن ومنذ زمن كان هناك خلل في أيدولوجيات التسويق الأدبي على نطاق واسع ، وهذا ما ساهم في عدم التعريف بتلك الطاقات الأدبية .
واذا ما اردنا دراسة تلك الأسباب التي أوصلتنا الى هذا الحال اليوم يجب تقسيم الموضوع الى أنواع منها من يقع على عاتق القيادات لتلك الحركة ، ومنها من يتحملها صاحب القلم ، وهناك حقيقة يجب ان يدركها كلمن شرع في بناء فكر ثقافي او أدبي على حد سواء ، وهي ان التجمعات والاتحادات لا تصنع منك أديب مرموق ، ولكن من سوف يفعل هذا هو أن تمتلك الأدوات الحقيقية لإدارة القلم ، واهم تلك الأدوات هي ديمومة القراءة والمتابعة لم كتب أو وسوف يكتب ، والإحاطة بمجريات الساحة الأدبية العربية والعالمية بشكل عام ، ولكن ما يفعله الأديب في يومنا هذا هو الاكتفاء ببناء برج عاجي ليختبئ فيه ظنن منه انه قد وصل لنهاية الطريق ، وهذا غير صحيح فطريق الأدب الطريق الوحيد الذي لا يوجد له نهاية ، ومن هنا نفهم ما على صاحب القلم فعله .
ومن هنا نبدأ فيجب ان يكون أديبنا على دراية ان تسويق المنتج هو من الضروريات الملزمة في الحركة الأدبية ، والابتعاد عن الأنانية والمزاجية في معاير التسويق ، فالاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية في التعريف على التنوع الأدبي في العراق ، والعمل على تقديم الأسماء بالشكل الذي يليق بها ولكن وللأسف أقولها ان هناك شخصيات تعمل على الإطاحة بالأخرين فقط خوفاً مما يسمى المنافسة ، وحقيقة الأمر لا يوجد شيء يسمى الأديب الأول او الشاعر الأوحد ، ولكن هناك نص جيد فنحن بشر نخطئ ونصيب ، وليس هناك مسارات مستقيمة بالكتابة ، ولكن هناك ما يعرف بالطفرات الأدبية التي تصل لدرجة المعجزة من ناحية التقنية الكتابية .
وما اعتبره اليوم قد ساهم في تراجع الحركات الثقافية هي تلك القضية التي يعني منها الكثير من أدباءنا اليوم هي الانعزال عن العامة والاكتفاء بتسويق منتجاتهم بين ما يعرف بالنخب ، والحق يقال إنني لا اعترف بالنخب ومن يطبل لها ، فقد كان هناك شعراء فطاحله في الجاهلية يجوبون الأسواق يسمعون ما ينشدوا للعامة ، وقد ضاع صيتهم ذاك الوقت ، وهذا ما يدخل في ما يعرف بتسويق المنتج الأدبي .
وهنا يجب عرض صورة رصدتها في السنوات الماضية ، ان هناك الكثير من أصحاب الأقلام يقومون بطباعة الكتب ويقيم حفل للتوقيع ، ويعود بعدها يقول ان لا احد يشتري كتابي ويبدأ بأطلاق التهم بان المجتمع غير مثقف وان المستوى الثقافي قد أنحدر وهذا غير صحيح ، ولكن هناك كلمات دوماً أرددها على مسامع الأقلام الشابة هي (ان قبل ان تشرع في طباعة كتاب تضعه في المكتبات يجب ان تصنع لك اسم تبحث عنه الناس بالمكتبات) وهذا من الأمور التي أومن به وهي ضرورية جدا .
ومن هنا قد رسمنا الصورة الحقيقية للحركة الأدبية في العراق بشكل عام استعرضت بها المحاسن والعيوب وهنا أريد ان انهي ما بدأت بمقولة
( القلم سفير العقل، ورسوله الأنبل، ولسانه الأحول، وترجمانه الأفضل).

أضف تعليق