
التعليم الابتدائي
أفكار واقتراحات في تصحيح المناهج التربوية
محمود صلاح الدين
تبدأ الحكاية في أتصال مطول مع الكاتب الأستاذ (سامي التميمي) العراقي المقيم في النرويج ، حيث تبدلنا الحديث عن التجربة التعليمية في النظام الأوربي ، وهنا كان من الواجب تقديم بعض الاقتراحات للعاملين في قطاع التعليم في العراق ، ورغم علمي أنما سوف يرد هنا لان يلقى أذن صاغيه لهذه الكلمات ، ولكن رأينا من الضرورة على الكاتب مثلما يرصد القضايا والمشاكل يكون عليه تقديم حلول للقضايا التي يتم طرحها .
فمنذ الثمانينات القرن الماضي كنا نشهد ان هناك خلل في منهجيات التعليم وعدم تطويرها على مر الزمن ، وهنا لان نتحدث في ما مضى ولكن سوف نرسم الصورة لما يقتضي عمله في تصحيح المسار التعليمي ، وسوف يكون التعليم الابتدائية النقطة الأهم في أصل الموضوع
واذا ما عدنا للوضع الراهن في التعليم سوف نرى ان القضية تكمن في مقولة (من سيء الى الأسواء) ، واذا ما اردنا المضي في وضع الخطوط الأساسية في أنفاذ ما تبقى اذا ما كان هناك شيء باقي ، يكون هناك ما يقتضي على المعلم وما هو على الطالب .
والغريب ان التعامل مع الطالب في المرحلة الابتدائية يخضع لمبدأ النظام الذي يتم التعامل معه في جميع المراحل وهذا غير صحيح ، واذا ما اردنا التعامل مع الطفل يجب اتباع منهاج أكاديمية رصينة في تحديث هذا النظام ، والملفت للأنظار ان هناك قطيعة بين المناهج الأكاديمية والواقع التعليمي والكوادر ، وهنا يعتمد في الإدارة التعليمية على مناهج الأرادات الشخصية في العمل.
وهنا يكون علينا تعميم الابتعاد في منهجية التعامل مع الأطفال في هذه المرحلة عن المراحل المتقدمة فعلى سبيل المثال يجب ان تتركز قضية التعليم في السنوات الأولى على ترسيخ القيم الأخلاقية لبناء شخصية الطفل ، والكف عن التعامل معه على انه برنامج يجب عليه حفظ كم هائل من المعلومات وسردها في نهاية العام ، واذا ما عدنا للمنهج الحالي سوف نرى الكثير من المعلمين والمعلمات يفتقرون الى ابسط قواعد النظام الصحيح في هذا المجال ، مع العلم تعد هذه المرحلة التعليمية هي الأخطر في بناء شخصية الأنسان في المستقبل .
وهنا يجب ان يكون التركيز في الصف على قضية الفهم لا الحفظ ، فالكثير اليوم من طلبنا الأعزاء ينضون تحت عنوان (حافظ غير فاهم) ، واذا ما قمنا في استقصاء لحدا المدارس بشكل عشوائي وطرحنا بعض الأسئلة بما يعرف ب (الثقافة الحياتية) ، ويقصد بها هنا (النظافة ، الانضباط ، تعميق الشعور بالمسؤولة ، ورسم العلاقة بين الطفل بالمجتمع) سوف نرى الكوارث ، لسبب بسيط وهو ان المعلم بحد ذاته لا يعرف شيء عن هذه المواضيع ، وهنا تكمن أصل المشكلة فالكثير منهم لم يعد يرى في عمله رسالة إنسانية ، ولكن أصبح أحدهم يسحب الوقت في المدرسة والتعامل مع الموضوع على انه مصدر رزق لا أكثر ، وهنا يجب إقامة مشاريع حقيقية لتعريف الكوادر التدريسية لأهمية ذلك العمل وهذا ما لا يتوفر في الوقت الحالي .
وهناك مسالة يجب توفرها في تلك المناهج وهو عامل الوقت فمن الطبيعي ان أربع ساعات لا تكفي لإكمال المناهج المقررة لتعليم الطفل، ويجب ان يكون هناك ما يعرف بالتعايش بين الطفل والمدرسة ، فليس من الضرورة انهاك الطفل بواجبات أعتبرها عبثية (ككتابة الموضوع عشر مرات) والسؤال هنا لماذا يتم استخدام الطرق العبثية في قضية أنشاء شخصية الطفل ، وهل هو تهرب المعلم من القيام بالمهام المطلوبة منه ، وكان بالأحرى به ان يشرف هو شخصياً على كيفية التعاطي مع كتابة الواجب المطلوب منه .
وهنا يكون مشكلة الكم والنوعية في التعليم ، واذا ما تصفحنا كتب هذه المرحلة سوف تتفاجئ بعدد صفحات الكتاب مقارنة بمكانيات عقل الطفل وهذا ما سوف يسبب الارتباك في طرق التدريس والأهداف المطلوبة منه ، وهنا يجب اقتصار هذه المرحلة على بناء الشخصية بدل المضي في استعراض العضلات في الفترة التي تعتبر مفصلية الى حد كبير والابتعاد عن نظرية النجاح والفشل فيها ، وهي قد تسبب الكثير من المشاكل النفسية في المستقبل .
ويجب الاهتمام هنا بكل ما ورد في هذه السطور التي رسمت خارطة تفصليه لاهم القضايا التي يعاني منها التعليم الابتدائي ، فبناء الطفل في معظم الدول في العالم يعتبر من أولويات في تقدم المجتمع ، وهو الضمان الوحيد لبناء مستقبل المجتمعات ، اما ما نرى ونسمع اليوم هي عبارة عن مجموعة مهازل لا تنتمي الى المنهج التعليمي الرصين.
وفي نهاية ما بدأت أود ان أقول (ان الأطفال كنوز المجتمعات واذا ما فقدنا تلك الكنوز سوف نعاني من الفقر الاجتماعي في المستقبل)


أضف تعليق