
على وجع أعد جنائزي
نورالدين بن يمينة تونس
العتمة التي أحصنت عفتها
عرشت في غمتي
تسوح في سراب التهجد
تعد جنائز اللغة التي صرفناها
هل يستوي قلبي المعتم في حمأة النشور
ووردك المقبور على صنم الشهيق العائد من بؤرة السهو
كل السماء التي خطناها
كانت تخطط أن تبلي أسرار التغريد
هل يكفيها أن أدور الحرف شهقة مغدورة ؟
أرسل ملك الفتنة إلى نافلة من شجن ؟
أسرد له ماشردته حكايا ليل مهموز
عن نسغ غرغرة مبهمة تفك صلبان النوء ؟
أيتها المزنة المصلوبة على طلل من دموع
مسلوبة من رحم مقموع
كفرت بكل التواريخ التي حفيت
خذي غمغمتي قد تصلك غنائمها
وروحي نزف المسافات
تركب بشاراتها من بدء الغنة
إلى موت النشيد
قالت تهش على غرائزها
لم يبق في وادي القرى
غير أحجية مجبولة على الحزن
يعزف في سردابها ديك الجن
عورته
ما ألذ خلخلة السكر في فمها
والماء يهمي من تحت صريخ الوقت
يعتق كل العائدين إلى سفينة مثقوبة العهن
لا جبل اليوم تؤوب إليه
لن أعصمك من غفوة عشق مقرور
يزرع الأوهام في ذاكرة الطير
يا شيخي أدر أقداح الندب
أشتهي أن أثمل من كفيك
حانة قدري تصلبني على ضلعها
فدع راتق الكفن يحد إبرته
يتلذذ صمغ الشهقة الأخرى
يجمل قروح الموت المخبوء
في ناصيتي
نادتني قارئة البخت المثقوب
تهج لغة الوشم المعروك
من عهر
لا تتجسس على قروح قمر
ضيع وجهه
في حلقة عشق
والذين قاسموه لهفته
يرتكبون خيانة الأضرحة
لا تقصص نجواك في مزامير الصبر
يذبحني هواك حتى يعتصر صوتي خمرة من فيوض
أمدد كفك يرتجل الوقت نافلة من صمت
ولي فيه مآرب أخرى
ما طعم الكبد في شتات السلوى
وهذه السماء تنزف بوحها
الملح في أقبية الرؤيا
ينفر ورد المسغبة النشوى
وأنا مسكون بالركض في حضرة
شيخ مفتول البلوى
تصنعني على عينيها
فأهبط عرش الوسوسة الخرساء
والهدهد المكلوم من عته
يحز كروم الدمعة الضمآى
يا قلبي
يا مدينة الوجع المنقوع في سهدي
تعاهدني ألا تسهو وألا تنسى
وألا تشرب من ثرثرة الأحلام
وألا تعد حصاة محنتك
هذا رداء الروح قد من هزيمتنا الكبرى
أضف تعليق