
صناعة فجر جديد للأمة
أيمان عبد الملك
كانت فكرة تحرير فلسطين مغيبة بل تعد مستحيلة إلى أن نفذ مقاومون أبطال منتفضون على الظلم التاريخي الذي لحق بأهلهم وقاموا بكسر هيبة جيش الغضب والعدوان والاحتلال وهيبة الدول المستكبرة الظالمة التي تسانده بفرض عدوانه في الأرض إنها ضربة تقنية ومعنوية وجيوسياسية سيكون لها تبعيات استراتيجية بعيدة المدى على مستوى المنطقة،فلا عروبة بغير فلسطين ولا زعامة بغير قيادة لمشروع تحرير حقيقي لكل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة .
الشعوب العربية قلوبها على بعضها البعض ،فالحراك الشعبي المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمدين للمجازر الصهيونية ضد أهلنا في قطاع غزة قام بمسيرات ضخمة انطلقت في بعض الدول العربية والإسلامية لا سيما في اليمن والأردن وسوريا والعراق ولبنان ،ناهيك عن تحركات عمت كل العواصم والمدن العربية والعالمية والكل يطالب بإسقاط اتفاقيات التطبيع القديم منها والحديث فالتطبيع مع العدو يعد بمثابة خنجر في صدر القضية الفلسطينية.
هناك ارباك وبلبلة سادت المستوطنين والجيش الصهيوني خلال ال٩٠ دقيقة التي أعطت المعلومات عن تسلل ما بين ١٥ وعشرين طائرة شراعية ومسيرة إلى شمال فلسطين المحتلة من الحدود مع لبنان وسوريا فكانت أكثر من ارتباك سيبراني او خطأ بشري، لتكون هزيمة جديدة لجيش العدو طالما إدعى أنه أقوى جيوش العالم على كافة المستويات واظهرت كم هو هش هذا الكيان الذي تهزه إشاعة ذكية أو سرب من البجع جرى استخدامه من قبل مقاومة أصبحت متمرنة في إثارة الرعب في قلوب العدو بعد ان تمادى عدوانه واستخف بقدرات المقاومة واعتقاده بأنها عاجزة عن التصدي.
مهما طالت أيادي الغدر ستشرق شمس غزة وتنتصر، رغم كل المجازر والمعاناة ستعود القدس الطاهرة العاصمة الأبدية وستثأر لدماء الأطفال والشهداء ، سيكتب التاريخ عن هذا الشعب العربي الأبي الذي صمد على مدى ٧٥ عاما وذاق الأمرين و مئات المجازر والاغتيالات للقادة ، وستدون البطولات واستبسال القادة بمعركة الكرامة في ساحات فلسطين وعملية دلال المغربي النوعية وعشرات من العمليات الفدائية، أما “طوفان الأقصى” سيغير وجه الشرق الأوسط بإرادة الشعب حتى النصر لتحرير فلسطين من العدو الغاشم .
أضف تعليق