يا زكريا عودي علياكل سنة وكل عام أشعل صينية..

يا زكريا عودي عليا
كل سنة وكل عام أشعل صينية.. قصة قصيرة

أنتصار الماهود


لطالما كنت أردد هذه الترنيمة كل أول أحد من شهر شعبان..
دعوت الله أن يرزقني طفلا تقر به عيني ويسعد فؤادي، كنت اناجي الله تعالى في ظلمات الليل وانا ابكي بحرقة، إلهي أ مقدرا لي السعادة والفرح في هذه الدنيا أم انني سأحمل لوعتي وحزني معي حتى الممات ؟؟.
هل سيأتي اليوم الذي افرح فيه بحمل وليدي وقرة عيني بين يدي ؟؟، يا الله كم انا متشوقة للمس وجهه الطري ويديه الصغيرتين، أنا أحلم بهذا الحلم كل يوم وكل ساعة وكل ثانية وأتسآل متى؟؟ متى يتحقق مرادي؟؟، أنا أرى النساء حولي وهي تداعب أطفالها وتناغيهن بتلك الترنيمات الجميلة وأتمنى لو أنني أفعل مثلهن لطفلي، لقد حفظت العشرات من الاغاني والترنيمات وأنا أرددها كل يوم كيلا أنساها، أنا أرى النساء أيضا حينما يعاقبن أولادهن عندما يرتكبون الأخطاء بشقاوتهم وبراءتهم، أراقب ما يحصل حولي بحسرة، نظراتي الشغوف تتبعهم دون قصد مني.
يا الله أنا لم اقصد يوما أنظر لمن حولي بنظرات الحسد، لاحاشا لله، أنا إن كنت أراقبهم بغبطة فقط وأدعو لهم بالسعادة والهناء ..
لكنني بنفس الوقت أبكي ياربي بيني وبين نفسي وأدعوك أن تمنحني نصيبي من هذه السعادة.

ومرت السنوات وأنا انتظر حلمي يتحقق، كبرت في العمر منتظرة ما تحمله الايام لي وأنا اردد منك ولك يارب أمري بيدك وسعادتي مصدرها انت يا عظيم.

واتى يحيى اه يا يحيى، نعم رزقني الله صبيا بعد سنين عجاف اسميته يحيى كما اسمى نبي الله زكريا ابنه.
اه يا يحيى لم تعرف كيف كانت أمك تنتظرك على أحر من الجمر،
لم تعرف يا صغيري كم بكيت ودعوت ونذرت وصمت وتوسلت ليرزقني الله من يؤنس وحشتي ويبر بي حين أبلغ من العمر عتيا،
وها أنت ذا يا وحيدي تكبر وتكبر وتصبح أجمل بعيني يوما بعد اخر .
يحيى يا فتاي وثمرة أحشائي يا عطية الله لي على كبر سني، كبرت أنت وفرحت بك يا سندا لي في الدنيا وعملي الصالح في الاخرة.

يحيى يحيى، وكبرت انا ايضا اين انت يا عكاز الِكبر و بلسم الشيخوخة التي اغتالت عمرا قضيت منه وطرا كبيرا انتظرك فيه، فتاي ونظر العين أكلما كبر الأبناء يتركون أمهاتهم ويرحلون وينسونهم ؟؟
ألم تعطني وعدا انك لن تترك امك، وستبقى معها حتى تنزل جسدها في القبر بيديك ؟
أ التهك مشاغل الدنيا عن رؤية والدتك في مرضها ونسيتها، ألا تعلم كم كانت عيني تنظر الى باب الدار الموحشة بغيبتك، أي شي عظيم يلهيك عن أمك يا روح أمك ؟؟
آه يا يحيى ها هي عيني قد أغمضت وفارقت روحي جسدي المتعب وانت لم تكن اخر من انظر اليه.
ها قد غادرت أنا وتركت عالمي وأنا أبحث عنك عسى أن تكون قربي عسى أن ستكون أنت من ينزل الجسد البارد لمثواه الاخير …
ماذا ستقول وكيف ستبرر تركك لي وانا في اشد الاحتياج اليك…

آه يا يحيى..
ليتني لم انتظر مولودا لا ينتظرني..
ليتني بقيت وحيدة كما كنت..
ليتني وليتني بقيت أبكي منتظرة أمل خير من أنتظر ألم يعتصر قلبي حتى لحظاته الأخيرة.

أضف تعليق