الجرح الصامت

الجرح الصامت


ادريس العمراني


و إذا الليل آواني فتحت نوافذي
عسى نسيم الشوق مني إليك يصل
أكابد لوعتي و دم الشمع موقدي
لا عطر يشق الظلام و لا رسول
الروح اليك تهفو و قد جف وريدي
و الفؤاد من شدة الوصل منفصل
أخفي هما على صفحة الليل أسكبه
لهيب يطفؤه الدمع ثم يشتعل
كم أضناني الهوى و ما كنت أعرفه
سما في الجسم بين الأعضاء ينتقل
هم الليل يا هاجرتي ظلما أوسده
و في كفي قلب في هواك منشغل
على شفاه الفجر شعاع محياك أرقبه
كالبدر نور يهتز له الفؤاد و يبتهل
جف كاس الانتظار و طالت مواجعه
و عقارب الزمان أصابها الخلل
الليل في غياب محياك أرفضه
و الحلم دونك لا دفء فيه ولا ظل
أشكو غربتي لصمت مواجعي
و كم تمنيت منك الانصاف و العدل
كلما شق الفجر جفون نافذتي
على هضاب الروح ينتحر الوصل
تهب نسائمه محملة بكل عطر
و غير عطرك لا الروح تراه و لا المقل
من حر العناق بالأمس كنت ألثمه
ياسمينا به كان اللقاء يكتمل
غاب خمر الشفاه عني و غاب ظله
بين الظلال لم يعد له رسم ولا طلل

أضف تعليق