المحرقة
محمد موفق العبيدي
يوم غريب
تجمعت المدينة حول المحرقة
زحام حشود لا يُرجع الصدى
لا تُنصبْ المحرقة إلا لساحر
حشرتُ نفسي في الحشود
أنتظر من سيحرقون..؟
الجندي القريب قال : ساحرة
سرح خيالي إلى شيطانة
ذات عيون حمراء
شعر طويل يتدلى
من قبعة طويلة
تركب المكنسة لتطير
بشعة ،بأنف معقوف
ملابسها السود سميكة
تخفي تحتها جلد افعى
يتطاير الشرر من بين أصابعها
تلاوات سحرية بصوت مقزز
الكل صاحوا: جاءت العربة
تطاولنا لنرى ما يجري
إقتربت العربة…!
قفص ضخم داخله شابة بائسة
محلوقة الرأس بملابس ممزقة
هزيلة الجسم تبين عظامها
غارت من الجوع والدموع العيون
أمعنتُ النظر
رغم الجوع والدموع والذهول
عرفتُ وجه الفتاة
بنت القرية التي اختطفها اللصوص
اغتصبوا زهرة شبابها
باعوا الإنسانية بحيوانية الشهوات
ولما انتهوا…!
لفقوا لها تهمة السحر
هي الآن تغتصبُ ثانية
الظلم يغتصبها هذه المرّة
لكنها رضت بالنار كجواز سفر
تعالت أصوات الحشود
تعالت السنة النار
عمّتْ الساحة رائحة الجسد المحروق
الكل يلعنها…
والمغتصبون يزيدون أوار النار
إنتهت حفلة النار
لم يبق غير الرماد
هذا يحدث عندما يغتصب الحق
تحترق الدنيا ويبقى الرماد

أضف تعليق