
العناد وهدم الذات
محمد حسان
من الأمراض الخطيرة والتي تعد قاتلة هو العناد، ذلك المرض الذي لا يسبب الخلافات فحسب؛ وإنما يؤدي لهلاك المُعانِد نفسه؛ فلو نظرنا لما يسببه العناد نجد أنه يشمل كل المستويات بدءًا من المستوى الإلهي إلى المستوى الأسري الضيق الحيز، فنجد أن أهل الكفر لم يدخلوا في زمرة المؤمنين بسبب عنادهم وتكبرهم على الخضوع للحق، وذلك لأنهم لم يقنعوا ويرضوا بقَدْرهم والاعتراف والخضوع للحق، ونجد أن مصيرهم الجحيم كما بين لنا القرآن الكريم، وإذا انتقلنا إلى المستوى الأسري نجد أن أعظم المشاكل الأسرية بسبب العناد وعدم الاعتراف بالحق، فبين الأسر نجد آفة العناد مستشرية بين الأسر، بين الزوج وزوجه بين الأخ وأخيه بين الابن وأبيه، فالزوج يعاند فيما هو ليس بحق له، والزوجة تعاند فيما ليس بحق لها، فنجد الزوجة متمردة على كونها أنثى خلقها الله لغاية عظيمة رفع بها درجتها وجعل الجنة لها بساطا تطؤه بقدميها، فلا هي ظلت بصفاتها التي جبلها الله عليها ولا هي تحلت بصفات ما تعاند له؛ فظلت بين هذا وذا فلا هي امرأة تفي بما عليها ولا هي رجل يفي بما عليه وما هذا إلا بسبب العناد والتمرد على ما وهبها الله، وكذلك الرجل لا هو يقوم بما فرضه الله عليه من أسباب القوامة بمعناها الصحيح ولا هو يتخلى عن مسئوليته ويدع غيره يقود، فنجد الرجل والمرأة يريد أن ينتقي ما يوافق هوى نفسه؛ فيكون في منطقة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فيكون في منطقة التشتت سواء في هذا الرجل أوالمرأة، وبين الإخوة نجد للعبادة آثارا تحت مسميات مختلفة، فمنها تحت سبب الميراث، وحدث عنه ولا حرج فالأمثلة محيطة بنا من كل مكان أكثر من أن تحصى، ومنها من التفريق في التعامل بين الأبناء، لذا نجد النتيجة إخراج أجيال مضطربة، من صفاتها التشوش وعدم الاستقرار النفسي، فيجب علينا أن ندرك قيمتنا ولن ندركها إلا فيما وضعناها بالمكان الذي جعله الصانع جل ثناؤه ليثمر هذا الموضع كما أعلمنا الله؛ ولندع العناد والكبر ولنذعن ونستسلم للحق وندع البطر لتعود لكل منا قيمته؛ بل ويؤجر عليه فعلينا الصدق مع واقعنا ومع أنفسنا حتى نعلم ما لنا وما علينا ولا نظلم ولا نُظلم، ونكون ممن يعطي كل شيء حقه سواء لنا أو علينا.
أضف تعليق