اللص التائب

اللص التائب ( علي صاروخ )


على عفيفي


نعم إنها قصة واقعية ولكنها غريبة جدآ إنها قصة بطلها على العفيفي والمعروف إعلاميآ بلقب “اللص التائب ” أو ( علي صاروخ )

علي محمد العفيفي من قرية (ميت حبيش القبيلة ) مدينة طنطا محافظة الغربية – مصر

يروي قصته قائلاً : أنا إنسان بسيط جدآ ومنذ صغرى وانا فى المدرسة الإبتدائية تمكن منى شيطانى وأغوانى للسرقة ونظرآ لحادثة وصغر سنى سلكت طريق الغواية التى اغرانى بها الشيطان حتى اصبحت من أشهر المجرمين على مستوى مصر
وحينما أردت وصممت على التوية أقمت حد وشرع الله على نفسى حتى أشعر براحة البال والضمير وحين طبقت شرع الله على نفسى أصبحت أنا المجرم والمتهم والقاضي والجلاد
فقصتى التى سوف أذكرها أغرب من الخيال بدون أن ابالغ فيها فأحداثها غريبة ونادر حدوثهاوالآن دعونا نسرد لكم قصة “اللص التائب” علي العفيفي
كما سبق وذكريات لكم
فهو من إبن قرية (ميت حبيش القبلية ) مركز ومدينة بمحافظة الغربية إحدى محافظات – مصر
ويقول علي العفيفي إننى نشأت فى أسرة وعائلة عريقه وميسورة الحال إهتمت بتعليم أبنائها جميعآ حتى إلتحقوا بكليات القمة ووصلوا لمناصب كبيرة بالدوله فمنهم المستشار والطبيب والمهندس والمحامي وغير ذلك من المراكز المرموقة وتشرفت بهم أسرهم والعائلة جميعآ وشرفوا بلدتهم وحصلوا على كثير من الأوسمة والنياشين كل فى مجال عمله وكما يقولون الكمال لله وحده ويشاء القدر ، أن ينشأ من بينهم فرع مائل أو فرع أعوج يحمل ثمارآ خبيثه لا تثمن ولا تغنى عن جوع وذلك الفرع الأعوج هو (علي العفيفي) الذي إشتهر (بعلي صاروخ) لسرعة إرتكابه لجرائمة وكثرة عدد تلك الجرائم التى وصلت لعدد (٥٠٠٠) جريمة مختلفة فهو أشهر لص في مدينته ومحافظتته بل يعتبر أشهر لص فى مصر نظرآ لكثرة عدد جرائمه فقد ذاع صيته في عالم السرقه حيث لم يترك بيتآ أو محلا لم يسرقه أو يحرقه ولم يترك فردآ إلا ووجه له سلاحه الأبيض ليخرج ما في حوزته .


وكان يجيد الهرب بسرعة البرق سواء من الأهالي أو الشرطة فبرغم أن وجهه مألوف في عالم الجريمة ألا أن الإمساك به صعب ونادر ، وكما ذكرنا فقد قام بإرتكاب أكثر من (٥٠٠٠ ) سرقة وإشعال نيران في المنازل
وإرهاب مضايقة المارة ، وما يثير العجب أنه في نفس الوقت الذي اشتهر أهله بالمستوى العلمي والثقافي والمجتمعي الرفيع ، إشتهر هو أيضا في عالم الإجرام والمجرمين وأصبح شغل الشرطه وكيفية الإمساك ( بعلي صاروخ ) وإيداعه في السجن لأنقاذ أهل البلده منه ومن شره رغم أنه لايتعدي ( 25 ) سنة من عمره ، ولكنه بلطجي من الطراز الأول ، وقد بدأ بسرقة السندوتشات من زملائه وهو فى المدرسة الإبتدائية وهو بالصف الأول حتى وصل الى أن وثق اسمه في عالم الإجرام ، واتسع نشاطه اتساعا كبيرا ، ولكن يبدو أن بذرته الأصلية والطيبه ، لم تمت ولم تتحلل ولم تتعفن فأينعت من جديد رغم قساوة الظروف والمكان ، فكان لا ينام الليل ويتقلب في فراشه كل يوم يتذكر ما أرتكبه من جرائم ، فيذهب النوم عن عينه ، وإذا نام يرى نارا تحرقه وتشتعل به من كل جانب ، ويستيقظ من نومه مفزوعا ً، ولكنه يعاود إلى أفعاله المشينة مره أخرى ، حتى أماته القلق وعذبه ضميره .

فحقيقة الأمر أن الشرطه لم تمسك به متلبسا ولكن نفسه وأصله الطيب أمسك به وسلب منه النوم والراحة.. وفي يوم استيقظ مجهد من عذاب ليله طويلة وقاسية وقرر التوبة ، ولكن فكر مليا كيف تكون توبته نصوح لا رجعة فيها ، أخذ يسير في شوارع المدينه هائما على وجهه يفكر كيف يتوب بلا رجعه لإجرامه وهل سيغفر الله له (٥٠٠٠ ) جريمة سرقه .

وبينما هو على حاله وشروده قطع تفكيره صفير قطار المدينه يتأهب بالرحيل من محطته فوثب (على صاروخ ) وثبة واحدة، وأختار مكان سكة القطار ووضع ذراعيه على شريط السكه الحديديه وأقام على نفسه حد السرقه.

هو الأن أصبح معاق بلاذراعين ولكنه هانئ البال مرتاح الضمير يشعر وكأن الله عفا عنه ( على صاروخ )

هذه القصة الحقيقية التي رواها وأرسلها لنا مع مجموعة من الصور وبكل جرأة ، صاحبها الحقيقي ، الذي أصرّ على نشرها ، لتكون عبرة للشباب ، وكذلك نتعلم بأن لايولد أنسان شرير وأنسان ملاك ، بل هناك عوامل تحيط به وتجبره وتشجعه كالبيئة والظروف وأصدقاء السوء على المضي في طريق المعصية والأجرام .

فواجب الدولة والمنظمات والمجتمع ، التفكير جدياً ، في أيجاد دراسات وبحوث وحلول ومقترحات ، للنهوض بواقع الطبقات الهشة والفقيرة ، وأيجاد فرص عمل طيبة للشباب .

أضف تعليق