
علي بن ابي طالب .. نموذج العدالة وصرخة الحق الابدي .
أيمان عبد الملك / لبنان
“إن في العدل سعة ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق” العدل هو أرقى الصفات الكمالية ،اما صفة الظلم وإن كان لها أثر كبير في مستقبل البشرية المقبل ، إلا أن مآلها إلى زوال لأن العدل هو الذي سينتصر في نهاية المطاف .
ان المشروع الإنساني لن يختتم بالظلم بل بالعدالة ، من هنا كان العدل من أهم الصفات التي تميز بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى من يساويه في العدل فقال “يدي ويد بن أبي طالب في العدل سواء “حيث وزع ما في بيت المال بالعدل والمساواة ولم يفرق بين السيد والعبد والعربي على العجمي .
علي بن أبي طالب إبن عم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصهره ورابع الخلفاء الراشدين زوجته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ابنة النبي عليه السلام ، شارك في غزوات الإسلام الكبرى عرف بالشهادة والذكاء والفقه بأمور الدين والحكمة والتقوى والتواضع والعفة ،كان رضي الله عنه يعلم أنه سيموت قتلا”وقد استشهد ليلة الجمعة وكان عمره ثلاثا” وستين سنة .
رسم الإمام علي (عليه السلام) أجمل وأعظم قانون للنظام الإجتماعي في الإسلام حيث حدد مباديء التكافل والتساوي الإجتماعي ،أراد أن يكون الخليفة كأحد من الناس لا أن يكون كالملوك والسلاطين ،إهتم بأمور الناس وقدم مصالحهم على مصلحته الخاصة ، سعى منذ اللحظات الأولى لوصوله إلى الحكم نحو ترسيخ أسس العدالة في المجتمع الإسلامي ،حارب الفقر وساوى بين الجميع في العطاء وأمر أصحاب الثروات بدفع ما عليهم من حقوق إلى بيت المال ،ثم ندد بهؤلاء الذين يأكلون الأموال بالباطل سواء بالسرقة او الاحتكار او الرشوة وإعتبر أن أعظم الجرائم إغتصاب مال الله .
طبق مبادىء الإسلام في خلافته ورسخ العدل والمساواة بين الجميع دون تفضيل أو تمييز ، وزع السلطات والصلاحيات ولم يكرسها ويحصرها بيد الحاكم المطلق ، كان ذا مكانة عالية من المعرفة والحكمة كما عرف بسخائه وكرمه وصبره وشجاعته .
واجه الإمام علي (عليه السلام) صعوبة كبيرة في سبيل إحياء الفكر الإسلامي من جديد ولهذا حارب الجميع وحاربه الجميع وخافوا من عدله ،عمل على رفع الظلم عن المحرومين فساواهم بنفسه وكان شعاره في الحكم القضاء على الظلم بين الحاكم والرعية ،شعر بآلامهم ومشاكلهم ولم يستغل منصب الخلافة لإشباع شهوته ورغباته ،عرف ببراعته في القتال وشارك في غزوة بدر وغزوة أحد وغزوة جنين وكان له سيف شهير أعطاه له الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) في غزوة أحد “عرف باسم ذو الفقار ” اشتهر بالفصاحة والحكمة وينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة ويعتبر من أكبر علماء عصره.
أضف تعليق