
قصة واقعية ترويها العائلة المنكوبة :
المكان .. منطقة المنصور في بغداد
الزمان .. حزيران عام ١٩٨٠
المنزل يعود للمحامي عبد الأمير الخفاجي ..
عائلةً راقية في أفكارها .. في تفوق أبناء الأسرة:
سمير: طبيب ..
سميرة: مهندسة بناء وإنشاءات ..
علي: مهندس ميكانيك ..
باسم: مهندس زراعي ..
ليلى: طالبة السنة الخامسه طب ..
حسين: السنة الثانية هندسة كهرباء ..
محمد: السنة الاولى ادارة واقتصاد ..
غالب: طالب حاسبات ..

ذات صباح حزيراني زار صدام حسين يرافقه الرئيس الموريتاني محمد خونة ولد هيدالة بيت المحامي عبد الأمير الخفاجي ..
سمير الابن الأكبر تجول مع الرئيس في البيت .. فاخذ صدام ومعه الرئيس الموريتاني جولة في المطبخ والبيت .. وسأل سمير عن عدد افراد عائلته وعن مصدر زرقهم .. واوصاهم بان يراجعه والدهم الى القصر الجمهوري ..
لكن لاحظ صدام إن العائلة لم تزغرد وترقص وتهلهل!
عند خروج الحماية قال لهم صدام اثثوا لهم البيت .. فتعجب كل من في البيت او لم يكن البيت مؤثثا ام ماذا؟
قبيل الغروب أُنزل الاثاث هدية الرئيس .. اختلف أفراد العائلة في إدخاله أو إبقاءه خارجا ..

بالتالي تم ادخاله واخراج اثاث البيت الى الخارج ..
استمرت حياة العائلة المتدينة المثقفة بهدؤها وسكينتها .. تستقبل ضيوفها واحاديثها هي هي ..
بعد شهر تقريبا .. وفي شهر رمضان كانت العائلة تتهيأ للسحور .. فإذا بالبنادق تدخل البيت .. تفتيش عن القنابل والاسلحة ..
كان الازلام يملأون المكان .. أحدهم كانت بيده شفرة وكان يمزق مقاعد الكراسي الذي اهداه اياهم السيد الرئيس! ويخرج اللاقطات منه صارخا متظاهرا بانه يبحث عن مناشير وقنابل!!
تم إعتقال نصف العائلة: حسين ومحمد وعلي وباسم وليلى .. لم يعرف الى أي مكان أتجهوا بهم ؟
ما إن خرجوا .. حتى تهيإت العائلة لاحراق الكتب المهمة في المكتبة ومنها كتب السيد الشهيد الصدر ..
وحال البدء بالاحراق .. حتى أتى الجلاوزة مرة أخرى .. ليطلبوا من الباقين الحضور الى المديرية خمس دقائق فقط ويرجعون .. فخرجت العائلة حتى اُغلقت الباب .. وهم جميعا خارج البيت .. فانتزع ضابط الامن المفتاح من يد الوالد قائلا له:( بعد ما تملكون شيء بالعراق ) !!
ضابط الأمن: ما دمتم تحبون الخميني الى هذا الحد فسنرميكم عنده ..
فإحتج الاب قائلا: وكيف ذلك وكل اوراقنا تثبت انا عراقيون ..
فضرب الخبيث على طاولته وخط على جميع الهويات بقلم احمر .. وقال: اهذا كل الذي تخافه؟ اصبحتم عجما!
اذا هي فرصة لتسفيرهم مع الكورد الفيلية .. أخذوا الاب المحامي عبد الامير وبنته سميرة للأمن .. وتبين انهم اعتقلوا سمير من وحدته العسكرية .. سُفّرَ بقية أفراد العائلة .. الام وغالب وسحر ونساء وأطفال .. تم رميهم في الحدود قبالة قصر شيرين الايرانية .. بقيت العائلة في المخيمات الايرانية .. ثم انتقلت الى أصفهان وطهران وقم .. تطوع غالب في الجهاد ضد الباطل .. توفيت الأم بتداعيات استشهاد غالب والمرارات التي لاقتها ..

رجعوا بعد سقوط النظام ليتبين ان الاب وسمير وسميرة ومحمد وعلي وحسين وليلى قد أعدموا ..
المعلومات تشير الى إن المتبقي من هذه العائلة الكريمة .. هي الشاعرة سحر الخفاجي (صاحبة الصورة أعلاه) وأخويها وهم مغتربون ..
رحم الله الشهداء برحمته الواسعة ..
ولعن الطاغية لعناً وبيلاً ..


أضف تعليق