سيلفي مع الله ..

سيلفي مع الله ..

ما افسد الدين الا السياسية .

محمود صلاح الدين

الكعبة اليوم مجمع سياحي منذ استحدث مصطلح (السياحة الدينية) والحكاية تبدأ من يوم عرفة وهو اعظم شعائر الحج فكل فرد تسأله في ذلك اليوم يخبرك انه صائم وكان العالم نصفه هناك عند الكعبة والنصف الأخر صائم ، واذا ما كان هذا حالنا ، فلم نحن على هذا الحال من قطع أرحام وغش وكذب ونفاق وكأننا في عصر ما قبل النبوة بكل معطيات فهم أيضا كانوا يعلمون بوجود الله ولكنهم يتخذون من الأوثان رموز للتقرب الى الله ولكن الفرق هنا ان الأوثان القديمة كانت من الحجر ولكنها اليوم باتت شخوص بشرية .

لنعود هنا للظواهر السلبية المستحدثة على الدين ومنها صور السلفي مع الله تملئ مواقع التواصل ، وهي بمفهوم العامة رمز التدين وهذا غير صحيح فنصف الدين عمل واذا ما عدنا لتعريف مفهوم الدين (هي العلاقة الشخصية بين العبد وربه) ومن هذا المنطلق ، وقد يفهم احدهم من كلماتي هذه انني ضد التوثيق لا سامح الله ولكن في حقيقة الامر انا ضد ان تدخل العبادة في باب الرياء والتفاخر وهذا اصل الموضوع .

ولم يقف الامر عند هذا ولكن بدأ في الآونة الأخيرة نشر فيديوهات مريبة الى حد كبير لامرأة تمارس الرقص في حرم الكعبة وأخر يرجم الشيطان بطريقة تثير الضحك من خلال استعمال مظلة الشمس كأنها سلاح ألي مع رمي الحجرات وكل هذا يدخل من باب الاستهزاء بالشعائر .

العالم الإسلامي واذا ما نظرنا له سوف نجد ان هناك مجازر علي يد غير المسلمين وأخرى على يد المسلمين انفسهم ، ومجاعات ، وتناحر ، واختلافات مذهبية قد تصل في بعض الأحيان الى الاقتتال ، لننظر لنوعية الحجيج هناك ، لتعجز الكلمات عن وصفهم الا ما رحم ربي ، فمنهم التاجر الذي يتاجر بقوت الضعفاء وبينهم القاتل ، وبينهم اللص ، والكاذب ، والغشاش ، وخصال أخرى ، وانا هنا لا اشكك برحمة الله بالغفران والرحمة ولكن اذا لم تكن للعبادة ظل على الاعمال ما بعد التوبة لا خير فيها فهناك من جعل الله الة صرف ألي يصرف لهم المغفرة كما يشتهون وفي هذا تقليل من شخصية الرب والعياذ بالله .

حتى وصل الامر الى أصدار فتاوى منافيه الى القواعد الإسلامية ومنها ان تذهب لبيت الله الحرام بالتقسيط المريح والكل يعلم ان الله عز وجل قال في محكم كتابه ( من استطاع إليه سبيلا) وفي هذا تحريف للمنهج الإسلامي

ولمعرفة الأسباب التي اوصلتنا الى هنا سوف نجد ان هناك تحريف ممنهج في أصول الدين لخدمة السياسة مما جعل من البعض للاجتهاد المشوه حتى بالنسبة للمذاهب الإسلامية جميعها يفندها حديث للرسول (ص) ((اليوم أكملت لكم دينكم)) صدق رسول الله .

وفي هذا نص صريح لا يقبل التأويل فأي اجتهاد بعد هذا اشهد الله اني بريء مما يقولون وفي حالة تكذيب هذه الكلمات تصبح الرسالة السماوية غير مكتملة كما يردد البعض اليوم .

اما في باب الاجتهاد هي في القضايا الشخصية لا العامة كما يدعون ، اما عن تعميم في الاجتهاد الديني فهذا ابتدعه أرباب الإسلام السياسي لخدمة مصالحهم الشخصية

واذا ما بقى الحال على ما هو عليه سيرفع كتاب الله من الأرض ، ولن يبقى سوى مجموعة صور سلفي مع الله تحت عنوان كنت هناك ذات يوم .

وفي النهاية ليعلم الجميع من على هذه الأرض لو وجد البشر اليوم طريقا الى السماء لعدو العده لبناء جيش ليهزموا من في السماء وإعلان سيطرتهم عليها ولكن يبقى الله اعز واعظم عن ما يفكرون او يعلمون ، فتقوا الله بانفسكم اولاً ، واعمالكم ، وعلموا انكم على موعد حساب عسير وعندها يعلم الجميع ان ما كتبت في هذه السطور هو حق الهمني به الحق ولو كره الكافرون .

أضف تعليق