الدولة العراقية وحالة الارتباك السياسي وفرصة المنافسة القادمة..

الدولة العراقية وحالة الارتباك السياسي وفرصة المنافسة القادمة..

علي فضل الله

هنالك حكمة اتخطرها تختصر مفهوم السياسة، فحواها؛(الحق الذي لا يستند إلى قوة تحميه، يكون باطلا” في شرع السياسة)، ومن هنا يبدأ الحديث عن السياسة وهو فهم الحقوق، وقد يكون سبب كره السياسة والساسة في كل دول العالم من قبل الشعوب هو تقديم حقوق الساسة على حقوق عامة الناس هذا ان لم يكن حق الشعوب يختزل في حق الساسة والأحزاب، وذاك ما ينتج حالة من التذمر لدى عامة الناس، ويكون سببا في عزلة الطبقة السياسية التي تعاني حالة من الموت السريري جراء فقدان الثقة بها من عامة الشعب العراقي.

ان الملاحظ في العراق وفي اجواء السياسة المرتبكة، هو تراجع ثقة الشارع العراقي بالطبقة السياسية(ولان الحكومة هي من نتاج تلك الطبقة السياسية) فانها ستتأثر سلبا بذلك، كما وان شعبنا وعلى المستوى المعرفي ينقسم إلى قسمين في تقييم الحكومات والطبقة السياسية، والتقسيم كالاتي؛
القسم الاول ؛ هم النخب المجتمعية والتي بدورها تقيم الحكومة عبر مجالين هما
الاول – مدى احترام الطبقة السياسية للنخب والكفاءات الوطنية في تسنم المناصب والمراكز الوظيفية المهمة وفي كافة المجالات،، والذي حصل هو تقديم المناوئ لهذه الطبقة ارفع المناصب مع التجاهل الشبه التام للذين دافعوا وضحوا من اجل الحفاظ على هذا النظام وتلك هي قسمة ضيزى.

الثاني – مدى مصداقية الحكومات في تنفيذ البرامج الحكومية التي قدمت عند نيل ثقة البرلمان، وهذا سيكون محل جدل بين الطبقة السياسية نفسها لفرض ارادة الطبقة السياسية على الحكومة اكثر من تحقيق مراد الشعب نفسه.

القسم الثاني ؛ وهم عامة الشعب
والذين يقيمون الحكومة دون الخوض بالتفاصيل من خلال نجاح الحكومة وبدعم الطبقة السياسية في تقديم الخدمات وتحقيق الرفاهية والاستقرار .

ما يهمني ان اسلط الضوء على القسم الاول وهم النخب المجتمعية ولا سيما المجموعات التي وقفت كما وقف المقاتل على سواتر المعارك ومنذ حقبة داعش ولحد الان تدافع عن بقاء النظام السياسي الجديد والحفاظ على الثوابت التي اكدت عليها المرجعية والدستور، وكيف ان العملية السياسية تعرضت لهزات امنية وسياسية ومجتمعية واقتصادية كادت ان تعصف بهذه الطبقة السياسية قبل ان تعصف بالعملية السياسية برمتها، لولا وقفة تلك النخب التي تحملت التهديدات والإقصاء بل وحتى الحرمان من بعض القنوات العربية والدولية لان تلك الأصوات تعتبر (ثقة الشارع العراقي)لتكون تلك الاصوات الصادحة بالحق سببا في افشال المخططات الداخلية والخارجية التي كانت تتآمر على النظام السياسي والشعب، بل ان تلك الشخصيات اليوم محرومة من دخول بعض الدول(والساسة يتنقلون براحتهم وبدعوات ملكية).
نتيجة ذلك الحيف والإقصاء بسبب حالة من (التآطير السياسي) عليها ان تغادر ذلك التخندق السياسي والذي استغله الساسة استغلالا فاحشا وهنا اقصد الساسة الشيعة تحديدا باعتبار تلك النخب كانت تضع كامل ثقتها بالمكون السياسي الشيعي(ام الولد) ومگرودة (ام الولد) فلها الضيم والحرمان والساسة الرفاهية والبرمكية والاستثمارات والمقاولات والإيفادات وجميع الامتيازات التي لا حصر لها، لذلك قررت بعض النخب والمرحلة القادمة ان تعمل على الانفتاح على كل المكونات السياسية، وهذا لا يعني الانسلاخ من الهوية العقائدية او الوطنية، بالعكس، بل من اجل اخذ المساحة الحقيقية لحجم تلك الشخصيات فهي تملك ثروة كبيرة إلا وهي ثقة الشارع واحترامه لتلك النخب الوطنية بالاضافة للفكر الكبير القادر على صنع متغيير ايجابي جديد في المعادلة السياسية، عبر انتاج مشاريع سياسية ترتقي لشخوصهم من خلال الانفتاح على كل المكونات السياسية، شيعة وسنة وكرد وباقي الاقليات الأخرى.

التقوقع على مجال التحليل السياسي والأمني والاقتصادي دون الذهاب إلى مشاريع سياسية اكبر سيبقي هذه الشخصيات اصبح تراوح في مكانها وسيبقى مستوى تأثيرهم مسخر فقط لمصلحة الطبقة السياسية دون تحقيق مصالح البلد العليا،، لذلك اجد ان هنالك حراك كبير لبعض تلك الشخصيات بدأ يتبلور لمشروع سياسي سيكون اضافة ايجابية للعملية السياسية مستقبلا، والاهم ان تلك الشخوص ستجد الدعم المعنوي والمادي الكبير من كل طبقات المجتمع العراقي لما يحظون به من ثقة وتقدير.

أضف تعليق