أعياد الناس وأعياد السلطة .

أعياد الناس وأعياد السلطة .

عبد الحميد الصائح
25/06/2024

كلُّ عيدٍ ديني هو ٌ مناسبة طائفية ، الطائفية هنا من الجماعة ، الطائفة ، الاتباع وليس من توظيف الاختلاف لإقصاء الآخر واثارة الكراهية بين البشر ، بل بحكم انتساب هذا العيد الى عقيدة وسردية الاتباع المنتمين له . فلايوجد عيد ديني يوحّد البشر الا في حدود الدعوة الانسانية المعتادة للوئام والسلام والعيش في ظل المشتركات .
والأعياد الدينية لدى شعوب العالم أكثر بكثير من الأعياد الوطنية أو أعياد السلطة التي تحددها غالبا الاحداث السياسية ، او يفرضها الحاكم وحاشيته بالقوة كما حدث في العراق عشرات السنين من اعياد مفتعلة مثل سبعة نيسان تاسيس حزب البعث و 28 نيسان العيد الاكبر بميلاد الرئيس وغيرها من الاعياد الرسمية التي هي أعياد سلطة في النهاية تكنس مع رحيلها كيفما كان شكل الرحيل.
ولذلك فان الذين اعترضوا على عيد الغدير بادعاء أنه مناسبة تثير الضغينة ، غفلوا ان هذه المناسبة لم تبتكرها السلطة أو ينتجها البرلمان ، انما هي واقع حال فتحنا عيوننا عليه حتى مع وجود انظمة سابقة حين كانت جداتنا وامهاتنا يضعنَ الحنّاء على كفوفهن ويقرأن أدعية خاصة ويوزعن الحلوى ، وآباؤنا يتبادلون التهاني وتأكيد الولاية ويصلّون لله ورسوله وآل بيته الأطهار الكرام دون أن يسيئوا الى جهة ما ، انهم يحتفلون على وفق عقيدتهم وسرديتهم بكلّ ماتحمله من وقائع وما يحملها من غيب وحتى وهم . فالعقيدة بلا غيب وشيء من الوهم لاطعم لها . الوهم والغيب يجعلانها مطلقة بلا حدود وهذا اقصى درجات الإيمان والعشق .
وهكذا فان عيد الغدير الذي يحتفل به الشيعة اكراما لإمامهم وولي خالقهم وخليفة رسوله . لهو من أعياد الناس وليس من اعياد السلطة . وكل من رأى خلاف ذلك او اعترض أو حاول توظيف الفكرة بعيدا ، فانما للأسف سيكون لاسباب طائفية .. الطائفية هنا ليس بمعناها البريء التصنيفي الذي ورد في بداية هذا المنشور وانما طائفية السموم والكراهية التي تفرق شعبا موحدا متنوع العقائد والافكار محبا لها ومحترما اياها جميعا.

أضف تعليق