
معضلة المسرح العربي المعاصر .
العلوم مكاسب والفنون مواهب
محمود صلاح الدين
المفاهيم المغلوطة .. هنا تكمن المشكلة ، يطلق الكثير على انفسهم مسرحيون والحقيقية ان هؤلاء علاقتهم بالمسرح تنضوي تحت مضمون المثل الشعبي (اسمو بالحصاد ومنجلو مكسور) ، وهذا بسبب انه لم يعد هناك شخوص تحمل مواهب حقيقية في المسرح فقتصر الامر على القضايا الاكاديمية ومن الجريمة اطلاق مصطلح مسرحيون عليهم فتدريس مادة تاريخ المسرح لا يجعل منك مسرحي موهوب ، والذي يقوم بتقديم عروض مستهلكة ليس في هذا ابداع ، وهذا بالإضافة الى جماعة الأمراض النفسية في هذا المضمار من الذين يعتقد انه شكسبير عصره ، وهو المفتقر الى أعمال تخلوا من الاستعارة من الماضي ، والغريب ان انهم يعتمدون على إنجازات تكاد ان تكون متواضعة فترهم حريصون على حضور الندوات والجلسات لغرض تقديمه على انه مسرحي ، وانا لم أرى او اسمع له عمل واحد رصين .
واذا ما اردنا قراءة الأحداث التي أوصلتنا لهذا الحال في المسرح العربي ، يجب ان نعود بالزمن للقرن الماضي ، والتجربة المصرية على الساحة السينمائية والمقارنة بين ما كانت عليه وما هو حالها اليوم ، فقد كانت تتعامل الشركات العاملة في السينما على أسس المواهب فكان الكثير منهم لا يمتلك المؤهلات الدراسية ومنهم لا يقرأ ولا يكتب من الأصل ، رغم هذا كانت تقدم أعمال عملاقة يقدمها عمالقة ، ولكن لوعدنا اليوم للمشهد السينمائية اليوم الذي اقتصر في المقياس الاكاديمي سوف تجد ان تلك الاعمال فقدت الكثير من الانتشار الجماهيري وهذا ما لم يخرج من المضمون للسطور الأولى لهذا المقال .
وهنا نعود الى اصل مشكلة المسرح في النطاق العربي . وتكمن في طبيعة المسرح واختلاف المكان والزمان والمعطيات في كتابة النص حسب العناصر المتوفرة ، ولكن ما يحدث هو الاعتماد على المفاهيم المستوردة في كل شيء ولا يخرج الامر في هذا حتى عند رواد كتابة المسرح الأوائل ، فتجد منهم يستنسخ التجارب على الصعيد التأليف والإخراج حتى في التقنية الإخراجية ليست هناك رؤى واضحة ، فترى الكثير منهم يلتزم في نظريات كتبت عن المسرح الإنكليزي وأخر يلتزم المدرسة الفرنسية وهنا يكمن السؤال اين هي أصول المسرح العربي,؟ ، ومن سوف يخبرني ان هناك العديد من الدراسات ترسم الملامح المسرح ، سوف أقول لهم ان جميع تلك الدراسات تأخذ الجانب التنظيري فقط وهي من الأصل في عزلة عن المشاريع المسرحية وهذا ما افسد الواقع الفني لهذه الاعمال .
الحل .. قد يسأل احدكم بعد قرأته هذه السطور التي قد يعتبرها البعض تشاؤمية نوعا ما ولكنها والواقع ، يكون هناك عملية البحث عن مواهب تقدم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والكف عن الممارسات الشاذة التي يقوم بها جماعة الا (أنا) ،في عمليات تسقيط لهذا ولذاك فقط من باب الغيرة والحسد بسبب امتلاك الاخر للموهبة .
والعمل على إدخال مادة المسرح في التعليم يبدأ من المرحلة الابتدائية فهذا سوف يساهم في كشف المواهب الحقيقية ، اما جعل من أكاديمية الفنون مستودع لم فشل في تحقيق النجاح ويعتبرها طوق نجاة لشخصيات فاضية لا تحمل ابجديات الفن سوف من البديهيات ان يحدث خلل في الواقع المسرحي وتفعيل ما يعرف بمسرح الأرصفة بسبب عدم امتلاكنا المسارح لهذا العمل .
وهناك قضية أخرى رصدتها في الواقع المسرحي ، هي الفن بالوراثة ويجب ان يكون الابن هو أيضا فنان اكاديمي، وهنا تكمن الجريمة فليس هناك شيء من المنطق او العقل يقول ان أبناء الفنانين هم فنانين ، والمصيبة اذا كان الإباء هم من خدمتهم الصدف ليكونوا في مضمار الفن، وعليه سوف نشهد انحدار فني متمثل في شخوص تعاني من اضطرابات نفسية تتزعم المشهد .
وفي النهاية … سوف استخلص كل ما ذكرت في مقولة كتبتها منذ زمن بعيد ( ان من اصعب الاعمال في هذا العالم هي اقناع الحمار بانه حمار) .
أضف تعليق