كاظم المقدادي من فلسفة فولتير إلى  ابتكار النظرية الجبرية الاتصالية الجديدة  استقراء 

كاظم المقدادي من فلسفة فولتير إلى  ابتكار النظرية الجبرية الاتصالية الجديدة  استقراء 

لمرايا المعرفة.

أ.د.فاطمة سلومي        

عرفنا الاتصال هو عملية تبادل المعلومات بين طرفين أو أكثر من خلال وسائطه المعتادة وفي الوقت نفسه وسيلة لتحقيق استقرار الشعوب،التي لديها حضارات تحديدا منذ معرفة حروف الهجاء. اليوم الاتصال اخذ جدلية واضحة ،  لدى استأذنا ومعلمنا في الإعلام الأستاذالدكتور كاظم المقدادي في كتابه                                             ( جدل الاتصال استقراء الزمن الحقيقي) الذي صدر  في دار   خواطر للطباعة والنشر في تركيا – اسطنبول عام    2019 استوضحت مضامينه   أسس ومرتكزات رسائل المرسل ومديات العلاقة  المختلفة الإبعاد والأهداف   المتعددة  وربما                                  

الشائكة لمعنى  الاتصال كمفهوم لتبادل المعلومات وبين جدليته التي ارتكز فيها هذا المنجز المميز، الذي غادر مفهوم الاتصال الذي تعلمناه في التسعينات إثناءدراستنا الأكاديمية للإعلام وما كنا نستمد حينها المعلومة الاتصالية المتنوعة بالنظريات . استهل المقدادي بكتابه مرايا زجاجية غير قابلة للكسر كمرايا روحه المفعمة بالعطاء والنتاج العلمي، الذي لم ولن يتوقف مادام يتمتع بنبض الحياة هكذا عرفناه   فمنجزه المعرفي اقترب من أساطير إغريقية للشاب الوسيم نارسيوس،  ليمنحنا اكتشاف الصورة الحقيقية للنفس التي قصدها عبر توطئة نادرة للدكتور طه جزا ع  ، إذ منح فيها رؤيته لمضمون جدل الاتصال التي خرج فيها الدكتور كاظم كما يصفه جزاع بأنه غادر المعطف الأكاديمي إلى كنوز العلم ، أعقبها التقديم  الفكري والفلسفي في إن واحد للأستاذالدكتور محمد رضا مبارك بموجز لمبدأ التفاعل  وارتباطها بقضايا العصر الرقمية التي ازدانت بالمعلومة التاريخية ،والحقيقة هنا التي يجب إن لا تغيب على بالنا بان صاحب المنجز العلمي   أراد إن يمنحنا حيزا من متغيرات الزمن الاتصالي المشوبة بالمعلومة  وحقائق النهج الفكري ،مقتربا من فولتير (عصر التنوير في فرنسا  ) الذي خاطب فيه العقل البشري المتحرر لانتزاع الحقوق المسلوبة والقضاء على هيمنة الكنسية ليشكل توافقا فكريا بان الفيلسوف لا يكتب عن الحروب بل يكتب عن المجتمعات التي نادت بعصر النهضة الفكرية والجمالية ليقف عند ما نطق به فولتير ،( بان كتابة التاريخ يجب إن يكتبه الفلاسفة أنفسهم ) وان استقراء الزمن يجعل النقاش العلمي مسموح به. جاء ذلك بسبب وجود الاتصال لكن مع  سقراط وأرسطو الأمر يختلف تماما كما تتضمنه مضامين الكتاب بوجود الفلسفة التي تغيرت مع سقراط لتكون حوارا مع الآخرين وأرسطو كذلك، إلا أنها أخذت إطارالتعبير بأسلوب الكتابة المنطقية . هكذا استمر المقداديبجدلية الاتصال  نحو انتقالات وبدايات قد تبهر من يخوضها كما هو الحال مع( ديوارت) في قصته الفلسفيةالتي ركزت بان( التاريخ  لا يمثل سوى  خطوات تمهيدية ناقصة) ،استنبط منها بالإفادة من تطورها كحضارة وادي الرافدين في العراق ومن بعدها الحضارة الفرعونيةفي مصر التي شقت طريقا صعبا للوصول إلى عملية الاتصال في بداية تسجيل المعارف والعلوم والكتابة والنفش على الحجر، والسؤال المطروح ماذا يريد  المقداديكاظم من جدليته هذه و قد  اقتدى بالفلاسفة  أمثال فولتير وسقراط وأرسطو الذي حلل ما طرحوه من أفكار  إلىنصوص مكتوبة، جعلته يغو ض غمار فهم النص الديني في فلسفة الاتصال الذي حاول فيه تجسيد سد عمق ماتلقاه ادم عليه السلام من القدوس جل وعلا من كلمات القران الكريم (اسمع يا إسرائيل /التوراة) بينما رسولنا الكريم محمد عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام سمعها من الخالق عز وجل وأمر بالقراءة مرة واحدة  (اقرأباسم ربك / القران الكريم) فكانت هنا الإجابة الشافية التي طرحت بتساؤلات عامة تارة وماكان يشغل أطروحاتالمكتوب تارة أخرى، وبين جوانب الفكرة والاسترشاد بهاننهل تاريخ الأديان بكل ما فيها من التجارب  والمعتقدات  ومار افقها من اختراع الكتابة قبل خمسة ألاف سنة  ليعود المقدادي إلى طرح سؤال مع الإجابة السردية ،ما هي أسباب ظهور الأديان  فمعروف إن القرن التاسع عشر شهد تزايدا واضحا في الثقافات وحتى الديانات نفسها مرت بمراحل عدة مع تمازج جدلية الفلاسفة بوجود أو عدم وجود الذات الإلهية  ويبدو  إنه أراد إن يخبرنا إن تأثيراتمحركات الرسوم والشعائر كانت لها الغلبة في ذلك، إلىجانب ذلك يجعلنا نختصر ما أراده  هو التعبير بان الديانات يجب إن تكون منظمة من اجل إرساء دعائم الوئاموالسلام في المجتمع انطلاقا لما يظنه البشر من إيمانديني وأخلاقي أو ربما طابعا فلسفيا سجل عبر حفنة من السنين،  اتصالا كان في دلالاته عمق التوافق والتفاهم للوصول إلى العقل الإنساني فالمدرسة الفلسفية في جدلية الاتصال  لدى المقدادي المفكر اختلفت  اختلافا جوهريا عما تهافت عليه الفلاسفة العرب ، ومنهم الفارابي في نبوءته  أو ابن رشد في فلسفته إي إن هناك اتصال عن طريق الخيال كونه قوة عقلية كما يصفها المؤلف الايرلندي المعروف جورج برنارد ،عندما وصف الخيال(بداية الإبداع باعتباره منفصلا عن الواقع )،وهو ليس الخيال في العصر العباسي وما شكله من مادة اتصالية فيها من الثراء المعرفي وفق   الطرح الفلسفي للمقدادي ومع متغيرات وثوابت فلسفة القول نستخلص من خلال جدلية لاتصال إن مفهومه فيه نماذج عدة من تنظيم المعلومات والتبوء والتحكم وغيرها لنصل إلى خاتمة بان جهد فلسفة دكتور كاظم في هذه الجدلية، تمثل نظرية جديدة  أكثر مما تفسر بكونها حوارا فلسفيا فيه  تضاد المعنى  فهو قد وضع نظرية فيزيائية اسمها (الجبرية الاتصالية )، ضمن مقاربات النظرية الاتصالية المبتكرة التي تحاول قدر الإمكان التحكم في بنيوية إدراكها للواقع وسط التطور والتقنيات التكنولوجيا التي تشهده نظريات الاتصال المتنوعة وعليه نرى بان المقدادي المفكر والفيلسوف في هذه الجدلية انطلق جملة من النقاط الختامية.                                                                                                        

1- إن  الاتصال هو جوهر الكون في زمانية ومكانية أفكار( ستيفن هوكينيج ) عالم الفيزياء  صاحب مقولة (لم أكن يوما الأفضل في صفي لكن زملائي وصفوني باينشتاين).                                  

2- كانت بدايات الفلسفة العقلية ظهرت عند ديكارت( إنا أفكر إذن إنا موجود) واكتشاف المقدادي نظريته الجبرية  هي عنوان وجوده الدائم والداعم للتجديد الاتصالي .                                                

3- تاريخيا (الدولة العثمانية ) وحكايتهم مع الاتصال الصعب  انطلقت من سؤال  بقي متداول في بطون الكتب  هل الدولة العثمانية جاءت غازية أم فاتحة أم محررة .                                                 

4-ثقافة الاحتجاج التي نادت بها الولايات المتحدة  خرجت من عباءة شعار حرية التعبير إلى محاربة الحداثة والعصيان عليها.                                                                                        

5- تنوعت مفاهيم الاتصال عند المقدادي إلى اتصال حركي وذاتي وشخصي عام وهكذا حتى اقترب من سيميولوجياالاتصال .                                                                                             

بعد كل طرحنا المؤجز لجدل الاتصال أجد إن  فلسفة وأطروحات  الأستاذ الدكتور كاظم المقدادي  واكتشافه لنظرية جديدة لعلم الاتصال اسمها (الجبرية الاتصالية ) يجعلنا نضع خيار دراستها وإضافتها ضمن منهج( علم الاتصال) تدرس لطلبة الإعلام  بكل مافيها من تحليل ظواهر الاتصال   فهنيئا لنا و للإعلام  العراقي  بأستاذنا المقدادي المفكر والفيلسوف   والإعلامي الرصين  علما ومعرفة وتنويرا شاملا).)

أضف تعليق