إيران والعودة مع السودان حليف البحر الأحمر الجديد؟

إيران والعودة مع السودان حليف البحر الأحمر الجديد؟


أ.د.فاطمة سلومي


بعد انقطاع دام ثماني سنوات وعدم استمرارية العلاقة بين إيران والسودان ، بسبب اقتحام عددا من المحتجين لسفارة السعودية في طهران عام 2019 ردا على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر فما كان من السودان إلى إن تتجه إلى قطع العلاقات دبلوماسيا . اليوم تعود من جديد وترميم ما تبقى من أفق عودتها بعد إن تسنم مجلس السيادة السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان أوراق اعتماد السفير الإيراني حسن شاه حسيني سفيرا ومفوضا فوق العادة لبلاده في الخرطوم ، سيما وان السودان بحاجة ماسة إلى إيران لكون الأخيرة تعد المورد الرئيس للأسلحة ، ناهيك عن الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين البلدين فالسودان تمر بمرحلة حرجة سياسيا وامنيا واقتصاديا ، بعد تعرضها لحرب داخلية بين الجيش وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية ) برئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وما سببته من تدهور شامل في البنى التحتية السودانية والسؤال المطروح هنا ماذا تريد السودان من تقاربها مع إيران في هذه المرحلة الحساسة التي تشهدها المنطقة العربية بشكل خاص وا البحر الأحمر الذي يطل عليه السودان بشكل عام فضلا عن الضربات المستمرة للحوثيين بالمسيرات والصورايخ على السفن الأمريكية والإسرائيلية التي تأتي تضامنا مع حرب غزة وردا موجعا على هذا العدوان الغادر لتأتي التفسيرات والإجابة من خلال النقاط الآتية :

1 يحاول السودان في هذه المرحلة كسر عزلته عسكريا وكسب حليف خارجي بعيد عن الخارطة الإفريقية التي تشهد نوعا ما توترا مستمرا.
2تجميد الخرطوم لعملها في (ايغاد ) المنظمة الإفريقية شبة الإقليمية بعد فشل الأخيرة في حل الأزمة بين البرهان وحميدتي مما دفعها إلى خلق علاقات جديدة مع إيران.
3- أرادت الخرطوم التقارب مع إيران ربما محاولة الضغط على المجتمع الدولي الذي تخلى عنها وتركها فريسة للحروب الداخلية والصراعات التي ليس لها نهاية .
4-إيران وما تمتلكه من أسلحة متطورة كالطائرات المسيرة قرب البعيد قبل القريب ومنها الخرطوم على الرغم من تطبيعها مع إسرائيل وموقف إيران منه. إلا إن إيران تطمح إن يكون لها موقعا مؤثرا في إفريقيا . خاصة وان إيران سيكون لها ممرا تجاريا واقتصاديا مهما قريبا من اليمن والسعودية وإسرائيل.
وانطلاقا من ذلك نقول بان عودة العلاقات بين إيران والسودان ستكون بمثابة فوز لإيران ، وتعزيز لدورها الإفريقي الجديد في البحر الأحمر الذي يشهد تنافسا إقليميا شرسا قد تكون الغلبة فيه لمن يرسم سياسته بشكل صحيح ،وهذا ما تحاول الإستراتيجية الإيرانية تطبيقه وسط المتغيرات والفواعل التي تشهدها المنطقة ، مابين تعاون وتنافس يعكس بوضوح التحولات والانفتاح الواضح في ظل وجود المرشد الأعلى السيد (علي الخامنائي )و الرئيس الإيراني الإصلاحي المنتخب مسعود بزشكيان الذي أعلن منذ فوزه بالانتخابات دعوة مفتوحة لعلاقات جديدة مع العالم .مبنية على التفاهم ومواجهة كل العقبات والتحديات ومعالجة كل الملفات العالقة في سياسة إيران الخارجية .

أضف تعليق