
قراءة في منهجية رسولنا الكريم (ص) في فتح مكة
محمود صلاح الدين
في البداية .. اشهد الله ان ما بكم من سوء الحياة ونقص في المال والانفس الا في ابتعادكم عن كلام الله ومنهجية الحقيقية لرسولنا الكريم محمد (ص) ولا استثني نفسي من هذا
فما لمحمد (ص) ما لا لغيره من خلق الله ولو التزم الاعراب والمسلمون بما جاء به وبما كان يفعل لأصبحنا اليوم سادة الأرض وما عليها ، وللتعرف على تلك المنهجية يجب قراءة أفعال رسولنا الكريم (ص) ومن تلك الأفعال ما صنع في فتح مكة منذ الشروع حتى الفتح
التمهل والتراوي والهدنة … ففي العام الذي عزم رسولنا الكريم وصحبه في الاعتمار لمكة بعد معركة الخندق لم يكونوا ضعفاء وقد كانت سيوفهم معهم وكان بأستطاعته ان يدخل مكه عنوه ولكنه لم يفعل ليس خوفا ولكن لحقن الدماء وتلك من اعظم الدروس التي قدمها لنا وهي حرمة الدم اما عن قبوله لشروط الهدنة التي كان بعضها مجحف بحق الإسلام والمسلمون الا لغاية ادركها الرسول (ص) وهي من وحي الله ، فمن تلك الدروس هو اخذ فترة من الزمن لاعادة الحسابات واعداد العدة لبناء الدين بالشكل السليم .
الوفاء بالعهود … هي من اعظم الدروس التي قدمها نبينا الكريم وهي الوفاء بالعهود حتى مع غير المسلمون ، فبعد مرور الوقت قوي الإسلام والمسلمون ومع هذا لم يشرع في نقض العهد الذي كان بينه وبين قريش فقط ليقول للعالم اجمع ان ديننا دين عهد ووفاء ، فاذا ما التزمنا به احترمنا الطرف الاخر فتفرق الناس بيننا وبين الاخرين بالحق .
عدم كسر رموز القوم … من ابرز ما يفعله رموز الجاهلية الأولى عند تولي السلطة اليوم ملاحقة من كان قبلهم والتنكيل بهم وهذا ما لم يفعلوه رسولنا الكريم (ص) وقد اعطى لمن ناصره العداء في بداية الدعوة مكانة لم تتاح لاحد عندما قال من دخل دار أبو سفيان فهو امن فساوى بين دخول الكعبة ودار أبو سفيان في هذا وبهذا رمى الى ان يكون نبي سلام لا انتقام وان يقول للاخرين ان ما جاء به لا يتاح لبشر على هذه الأرض فكيف لا وهو نبي الله ورسوله ، فقد كان يأمل في تصحيح ما كانوا عليه ولو فعل غير هذا لاتخذت الناس منه موقف الخوف وهو من رمى الى نشر الدعوة بالحق .
العفو عند المقدرة … من اجمل المصطلحات التي قرأته والتي كانت خير مثال قدمه رسولنا الكريم (محمد) فعندما انقضى الامر لم يهدم الرسول البيوت وقتل الافراد والجماعات حتى مع من كان على عداوته حتى فتح مكة ومنهم سهيل بن عمرو خطيب قريش وهند بنت عتبة وهي من امرت في قتل الحمزة عمه ووحشي معها فقد امهلهم حتى يعرفون الحق من الباطل وقد كان الرسول على حق بهذا فعندما كانت حركة الردة وظهورها كانت مكة على وشك الانظمام لهذه الحركة وظهور جماعات تدعوا لهذا فكان لسهيل موقف مشرف في ردهم عن هذا العمل بخطاب ردده على مسامعهم .
المساواة .. بعد فتح مكة أنتاب الأنصار من المدينة شعور بانهم سوف يهمشوا ويتركوا واتخاذ مكة مركز لدولة النبوة علماً منهم انها مركز العرب واهلها وقد علم الرسول بما كان يجول بخاطرهم فكان قراره بالعودة للمدينة والإقامة بها حتى الممات وبهذا حقق المساواة بين مكة والمدينة فالولى تشرفت ب ولادته والثانية بوفاته لله ذرك يا رسول الله محمد (ص) كم كنت على خلق عظيم ولو عملت الناس بما كنت تفعل والله ما وصلنا لهذا الحال .
النهاية … في ما كتبت لا ادعي الصلاح ولست بخير منكم ، ولكن ما دفعني لكتابة هذه السطور هي تلك الممارسات التي يقوم بها بعض المسلمون والحقيقة ليس لها بالإسلام ولا بالنبي الكريم فكان لا بد من توضيح لأساسيات التدين الحقيقي ومعرفة من يتبعون فالكثير يسيء للنبي بتلك الأفعال الشاذة التي تلصق بالإسلام ، وهنا اود الاستشهاد بقول الله تعالى عز وجل ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفائن ماتَ أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) صدق الله العظيم
أضف تعليق