قرار توقيف الإنروا ..وانهيار العمل الإنساني !

قرار توقيف الإنروا ..وانهيار العمل الإنساني !


إيمان عبد الملك


بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة الاسرائيلية على غزة، ووسط المجازر الذي يرتكبها العدو الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، (مستظلا بالدعم الأميركي والغربي اللامتناهي) لا يزال العدو يضيق الخناق على المواطنين العزل ويرتكب الإبادة المتعمدة بحقهم، وتقويض أي جهود دولية لدعمهم، ليأتي القرار الذي اتخذه الكنيست الاسرائيلي بحظر عمل الأونروا “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” في البلاد ليزيد من المعاناة المرتكبة بحقهم.
تعمل الأنروا في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تقدم خدمات عدة خاصة في مجالات التغذية والصحة والتعليم، فالأونروا هي شريان الحياة بالنسبة للفلسطينيين وتساهم في تحسين حياتهم اليومية، إن إصدار هكذا قانون يدفع في مجمل العمليات الإنسانية إلى الإنهيار وقرار مثل هذا يعني أنه تم العثور على طريقة جديدة لقتل الأطفال وإعدام الأهالي خاصة أنه لا يمكن لأي منظمة أن تحل محلها لأنها العمود الفقري لجميع الإستجابات الإنسانية، وتقليص عملها أو تفكيكها يخلق عواقب إنسانية وخيمة على ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة، وتحديدا في الوقت الراهن في غزة .
هناك تحذيرات من إنهيار النظام الإنساني في غزة إذا لم تتمكن الإنروا من المساندة وهو أمر أجمعت عليه المنظمات الإغاثية والحقوقية التابعة للأمم المتحدة بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي على حظر وكالة الأنروا، في حين تنهال النيران على المدارس التابعة لها وتستهدف الشاحنات المخصصة للإغاثة، وتدمر مؤسساتها الصحية أمام اعين العالم بأكمله الذي يراقب بصمت.
هناك احتمال إنهيار العملية الإنسانية التي تقوم بها الأنروا بعد إختيار هكذا قرار وهو عمل غير مسبوق ولم يحدث في تاريخ الأمم المتحدة، خاصة أن دولة “اسرائيل” التي قامت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة تقوم بمنع عمل منظمة أقرتها الجمعية ذاتها وعمرها تقريبا من عمر دولة إسرائيل، والمؤسف إن مجمل القرارات والتفاصيل في هذا التشريع يجعل من المستحيل على الإنروا تنفيذ مهماتها لإغاثة الشعب الفلسطيني.

أضف تعليق