
مستقبل الكوكب على المحك !
إيمان عبد الملك
يتسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية من خلال الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة ، وظهور أنماط مناخية جديدة ، مثل نوبات الجفاف الحادة والفيضانات العارمة والأمطار الطوفانية ، وإظهار الكثير من المخاطر البيئية مثل نضوب طبقة الأوزون وفقدان التنوع الحيوي، فتفاقم تقلبات المناخ يعود في جوهره الى النشاط الصناعي الذي يؤدي إلى آثار خطيرة ومدمرة وواسعة النطاق.
مع إفتتاح المؤتمر التاسع والعشرين لأطراف إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بالمناخ “كوب ٢٩” ،
أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرها السنوي حول حالة المناخ لعام ٢٠٢٤ ،حيث أطلقت “صافرة إنذار مدوية ” إزاء مناخ تغير دفعة واحدة بوتيرة مفزعة فاقمتها وعجلت بها كثيرا” مستويات من انبعاثات غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي التي تتزايد باستمرار.
إن الأعوام ٢٠١٥ -٢٠٢٤ ستمثل العقود الأصعب على الإطلاق مع تسارع فقدان الأنهار الجليدية وإرتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع حرارة المحيطات حسب قول منظمة الأرصاد الجوية، فيما ظواهر الطقس القاسية الدمار تلحق بالمجتمعات وتضر بالحالة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
يركز المؤتمر على زيادة جهات التمويل المناخي بشكل كبير وبالدرجة الاولى من الدول التي تعد أكبر مصدر تاريخي لإنبعاث الغازات الدفينة وغيرها من الدول التي في وسعها ذلك، لا سيما مجموعة العشرين والدول ذات الدخل المرتفع المنتجة للوقود الأحفوري، كي تساعد هذه الدول في تمويل تدابير التكيف اللازمة والإنتقال العادل إلى الطاقة المتجددة في الدول ذات الدخل المنخفض، وأن تتعهد بتقديمات ملزمة لتزويد صندوق الخسائر والأضرار برأس مال كاف وهو صندوق يجري إنشاؤه لمساعدة المجتمعات والأفراد الذين يعانون من الآثار الحتمية للإحتراز العالمي.
فالعالم لا يستطيع أن يستجيب بشكل كاف لإرتفاع درجات الحرارة إذا استمرت الحكومات في تجاهل كيفية التعاطي مع الطبيعة، بالرغم من أن هناك آثار أخرى لا يتم تناولها بالقدر نفسه، بدءًا من تناقُص الأوكسجين في أعماق البحار، وصولاً إلى تزايُد كثافة الأمطار في السماء التي تسبب الفياصانات والكوارث الطبيعية وكلها شواهد على أن هذه الدرجات غير المسبوقة في حرارة المحيطات تزعزع استقرار الكوكب.
أضف تعليق