صمود أسطوري ونصر إلهي!

صمود أسطوري ونصر إلهي!

أيمان عبد الملك / لبنان


من الصعب أن بهزم شعب يقف بوجه عدو جبار بأعصاب من حديد ، الأب يتبارك بخبر إبنه الشهيد، والأم تزغرد يوم دفن إبنها الوحيد، في حين تجتمع العائلة ليهنؤوا أهل الفقيد، هو شعب جبار صامد قوي تحمل الحروب على مر العصور بصبر شديد.
إنه صمود أسطوري وملحمة مجيدة لم يسطر التاريخ مثيلا لها ،وأبطال هذه الملحمة مقاومون نجحوا بأن ينهضوا بعد محاولة العدو كسرهم بإغتيال أبرز قادتهم، وتفجير ال “بيجر” في عيون وسواعد المقاومين وتبعها استشهاد أمينهم العام، وختامها نشر الأضاليل وتلفيق الأخبار عن هزيمة المقاومة وضياعها وفقدان السيطرة على الميدان .
لم ترحم الإعتداءات الاسرائيلية البشر والحجر، بعد أن هجرت أهالي ضاحية بيروت والقرى الجنوبية والبقاع وهدمت الأبنية والأماكن الأثرية والتراثية بالكامل بالطيران والضربات الصاروخية ،فيما ركز المقاومون على المواقع العسكرية للعدو الصهيوني بعيدا عن أذى المدنيين،ولكن بقيت المعادلة بقصف تل أبيب مقابل العاصمة بيروت ،في حين حاولت إسرائيل إثارة الفتن داخل لبنان باستهداف النازحين للضغط أكثر على حزب الله لإخضاعه لشروطها، وايهام الجميع بان هدف الحرب ضد طائفة معينة وطبيعة جغرافية محددة فيما العدو طامع بالتوسع والاحتلال ويراهن بإزالة لبنان عن الخارطة الجيوسياسية التي نعرفها.
هو صراع لا عدالة يستند عليها ولا قيما” أخلاقية تشرعنه ،ينتهك فيه الشرف وتغتصب الحقوق وتحرق الممتلكات وتهان المقدسات وتذرف الدموع،ولكن صناع القرار في الميدان هم أبناء الوطن المقاومون الذين حطموا بصمودهم الأسطوري وتضحياتهم أوهام العدو ،فكان النصر حليف القضية التي احتضنوها وحملوها عائدين إلى قراهم بشموخ وعنفوان ، حاملين الراية الشامخة والراسخة في الميدان والوجدان التي تبقى عصية على القهر والعدوان.
نعم إنه صمود أسطوري ونصر ألهي ، مقاومة بطلة ، ليست جيش كجيش أسرائيل ولاتمتلك أسلحة ومعدات كالتي تمتلكها أسرائيل ناهيك عن الدعم من دول العدوان مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول الغرب الأخرى . ولكن أصحاب الأرض دائما هم المنتصرون .سيسجل التاريخ هذا النصر وسيدرس للأجيال القادمة في كل العالم ،فهنيئا للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، مع وعد المقاومة بأنها ستستمر في الوقوف إلى جانب المظلومبن والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين والتي ستبقى عنوانا وطريقا للأجيال الحالمة بالحرية والتحرير .

أضف تعليق