
وداعا” يا أشرف الناس
إيمان عبد الملك
رحل جسدا وبقيت روحه منارة العزة والصمود، سلام لروحه الطاهرة، ويا له من فراق حزين ذكراه باقية فينا ولن تغيب .
السيد حسن نصر الله،رجل دين شيعي حظي بشعبية واسعة في لبنان ودول عربية أخرى ، تولى قيادة جماعة حزب الله في لبنان منذ فبراير شباط ١٩٩٢ وحتى إغتياله في سبتمبر ٢٠٢٤،وتعتبر هذه الجماعة واحدة من أهم الأحزاب السياسية في لبنان.
درس في النجف لمدة عامين واضطر لمغادرتها بعد أن طرد حزب البعث جميع الطلاب الشيعة اللبنانيين من الحوزات العلمية في العراق، إلا أن وجوده في النجف كان له تأثير عميق على حياته، بعد أن التقى برجل دين من طلاب موسى الصدر يدعى عباس الموسوي الذي تأثر بقوة بالأفكار السياسية لروح الله الخميني ، واصبح مدرسا ومرشدا مؤثرا في حياة حسن نصر الله، وبعد عودتهما إلى لبنان ،انضم الإثنان إلى القتال في الحرب الأهلية .
أعلن عن تأسيس حزب الله رسميا في عام ١٩٨٥ وانضم السيد حسن وعباس الموسوي إلى هذه المجموعة وكانت تابعة لإيران ،ناصرت القضية الفلسطينية وعرفت بمعاداتها لاسرائيل .
شارك في العام ٢٠٠٠ بالحرب ضد اسرأئيل وحقق انتصارا بانسحابها بالكامل من الأراضي اللبنانية، فيما توصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى خلال مفاوضات مع اسرائيل مما أدى إلى الإفراج عن أكثر من ٤٠٠ أسير فلسطيني ولبناني.
كما انتصر حزب الله في حرب ٢٠٠٦على اسرائيل ،وكان هناك وقف اطلاق النار بعد اعتماد قرار مجلس الأمن ١٧٠١،وانتشار الجيش اللبناني وتعزيز اليونيفيل .
تمكن نصر الله من تجاوز أزمات تاريخية مثل الربيع العربي والحرب الأهلية السورية والأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان.
فرغم كل ما توفر للعدو من إمكانات هائلة تسليحيه واستخباراتيه وبرامج ذكاء اصطناعي ووسائل قتال حديثة في حربه الأخيرة ، لم يرق جيش العدو في إدائه الميداني إلى مستوى مجاهدي المقاومة الأبطال وبطولاتهم الاستشهادية في ساحة الميدان، حين حرصوا على حماية أرض الجنوب ومنعوا العدو من الدخول للأراضي اللبنانية وكبدوهم خسائر فادحة في العدة والعتاد .
حصلت عملية اغتيال السيد حسن نصرالله مساء الجمعة في ٢٧سبتمبر ٢٠٢٤، إثر ١٠ غارات اسرائيلية على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية بيروت، وكان متوقعا ان يخلف هاشم صفي الدين الامين العام التي اغتالته اسرائيل في ١٠ اكتوبر ٢٠٢٤ .
أقيم للقادة تشييع مهيب بالرغم من كل التحذيرات التي قام بها المغرضون من وصول عاصفة ثلجية الى لبنان يوم التشييع ،فيما وجدنا المناصرين للقادة يملؤون الساحات وينامون في العراء بمحيط المدينة الرياضية .
ليودع بعدها احرار العالم الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد هاشم صفي الدين نهار الأحد ٢٣ فبراير، في مراسم مهيبة بلغ صداها العالم، شارك فيها مليون ونصف المليون من اللبنانيين، داخل ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية ومحيطها في العاصمة اللبنانية بيروت ،وكانت هناك مشاركة من بلدان عربية وأجنبية في التشييع رغم البرد القارس والثلج المغطي الجبال ،وبعد انتهاء المراسم توجه المشيعون إلى موقع الدفن في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤيدين للمطار.
سيبقي الوجع يلازمنا ما حيينا ونعلم أجيالنا معنى الجهاد ونحفزهم على التضحية والوفاء فمصابنا أليم باستشهاد الامين العام السيد حسن نصرالله وكل الشهداء الأبرار .
أضف تعليق