اخطأتم الدبلوماسية والسياسة .

اخطاتم الدبلوماسية والسياسة .

د . منال فنجان


من البديهيات في السياسة ان التعامل الدبلوماسي يحمل رسائل الى الطرف الاخر بحسب تصنيف ذلك الطرف ان كان في خانة الاصدقاء ، ، الحلفاء ، الشركاء ، المحايدين ، ام الاعداء وهذا التصنيف يعتمد على طبيعة الطرف وطبيعة العلاقات معه المحكومة بتحقيق مصالح او درء ضرر ومفاسد
ولا اريد الخوض بتفاصيل تنظيرية بذلك
وما حدث ويحدث في المنطقة وخاصة سوريا كنتاج لعمل دولي مترابط – والتي لا تنفك توثر في المنطقة وفق روية الدول المتحالفة ( امريكا ، تركيا ، اسرائيل ،) ومن ساندها –
واكثر المتاثرين هو العراق لاسباب عدة منها الجوار والحدود المشتركة وطبيعة العلاقة الرسمية والشعبية مع سوريا ابان النظام السابق
وطبيعة العلاقة مع الادارة الجديدة التي لها تاريخ دموي وسيء بالعراق بالذات وممارستها لاعمال ارهابية استهدفت الشعب العراقي
ونتيجة لهذا الوضع غير المطمئن شعبيا ورسميا تجاه سوريا الذي شاركه الكثير من البلدان التي لازالت تراقب الاوضاع فيها دون ان تبدي موقف رسمي بالاعتراف بها او التعامل معها
ومع هذا الوضع الخارجي المترقب والوضع الداخلي الذي شهد مذابح ومجازر كتطهير عرقي لمكون سوري اصيل داخلها
تاتي زيارة ابو عائشة ( وزير خارجية الادارة الانتقالية ) للعراق ومع كل هذه المعطيات كان على العراق ان يبعث رسائل للادارة السورية تختلف عن التي بعثها حين استقبلته الدولة العراقية بكل سلطاتها حيث استقبله رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية فضلا عن وزير الخارجيةناهيك عن لقاء بعض الشخصيات السياسية سرا
وان كان ولابد واستجابة للضغوط الدولية وانصياعا للامر الواقع وعدم اتخاذ موقف يضع العراق بضغوطات اعلى فكان الاولى ان يعتمد العراق قاعدة التناظر في اللقاءات والتعاملات الدبلوماسية والاكتفاء بلقاء وزير الخارجية فقط وفقط
اما لقاءه برئيس الوزراء فهذا التصرف بعث برسائل غير صحيحة اطلاقا انزلت من حجم العراق ورفعت من شان الاخرين وبعثت برسائل تطمين مبكرة جدا للادارة الانتقالية صاحبة التاريخ غير المشرف معنا
وكما يقولون في فن التفاوض (اذا كنت راغبا في صفقة فارفضها دون الخوض في تفاصيلها فستكون لك بشروطك انت )
فاذا اردتم علاقة مع سوريا فينبغي ان تكون وفق حجم وتراتبية ومقاسات ومصالح وشروط العراق وشعبه
فللعراق الكاس المعلى وليس التناظر في هذه المعادلة يا سادة .

أضف تعليق