
أردوغان .. والسقوط في الفخ .
أبو فراس الحمداني
بعد كل الخدمات التي قدمها لأمريكا وإسرائيل في سوريا، كان أردوغان يتصور أنه سيُكافأ، لكنه وقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه مصر والأردن عندما مارست الحصار على الفلسطينيين، وقدمتا المساعدات لإسرائيل.وكافئهما ترامب بان طلب منهما استقبال مليوني لاجيء فلسطيني!! ،
لقد أدخلت تركيا نفسها في لعبة الشرق الأوسط الجديد عندما نفذت خطتها الشيطانية في سوريا، ظنًا من أردوغان أنه سيتحول إلى لاعب كبير في المنطقة، لكنه لم يدرك أنه سيكون البلد التالي على قائمة الاستهداف. فبعد أن تم توظيف الأزمة الاقتصادية في بلده ، واستغلال تصرفاته العنجهية التي ادخلت تركيا في حالة انقسام حاد وصراع على الهوية بين العلمانيين والإسلاميين، خاصة بعد أن فكك أردوغان المؤسسات الديمقراطية تدريجيًا، وعدّل الدستور لضمان بقائه في السلطة، مستخدمًا المؤامرات ضد منافسيه داخليًا، وقدم الخدمات لأمريكا وإسرائيل في تدمير سوريا لتحقيق مكاسب حزبية عبر ضمانات باستمراره في الحكم.
لكن المشكلة أن ترامب ونتنياهو لديهما هدف استراتيجي مُعلن لإعادة رسم خارطة المنطقة، وهما لا يحترمان حليفًا أو صديقًا، مما جعل أردوغان يقع في الفخ.
ما يحدث في تركيا اليوم ليس مجرد تنافس انتخابي بين حزب الشعب القومي وحزب العدالة والتنمية الإسلامي، بل هناك أطراف متربصة شجعت أردوغان على اعتقال منافسه في الانتخابات لإشعال الصراع الداخلي، مستثمرةً الانقسامات الاجتماعية والطائفية لخلق صراع طويل الأمد على الهوية.
وما يحدث في تركيا اليوم قد يتكرر في دول أخرى مثل العراق، إيران، مصر، والسعودية، حيث لكل دولة أزماتها وأدواتها التي يمكن تحريكها خارجياً ،،
وهنا، تتضح أهمية تحذير السيد مقتدى الصدر الذي نبه إلى خطر وصول إسرائيل إلى حدود العراق (بمساعدة من هنا وهناك)، في إشارة واضحة إلى وجود أدوات إسرائيلية تعمل داخل العراق والمنطقة.
العراق مقبل على انتخابات، وهناك جهات تعتمد على أمريكا، وأخرى ترى في تركيا والسعودية عمقًا لها ،وأخرى تتحالف مع إيران ستراتيجيا . لكن الأخطر من الجميع هو من يستقوي بأجندات نتنياهو ومخططاته الشيطانية على بلده .
الحقيقة أن لا ضمان لكل هؤلاء إلا شعبهم ووطنهم، فالصهاينة يعلنون أهدافهم بوضوح لايحترمون عميلا لهم ،
ويسعون إلى تقسيم الدول إلى كيانات ضعيفة مبنية على الطوائف والأديان والقوميات، ليكون الكيان الصهيوني هو الدولة الدينية الكبرى في المنطقة.
لذلك، نحن بحاجة إلى وعي اجتماعي حقيقي لمراقبة التطورات، والابتعاد عن النعرات الطائفية، والتصدي للمخططات التي تهدف إلى تمزيق الأوطان وتحويلها إلى دويلات متناحرة.
هذا الصهيوني، الذي يعلم أن بلده فيلم كارتون وكيان هش قائم على الخداع والدعم الخارجي، يحاول أن يعمم هذا النموذج على أمم عريقة تمتد جذورها في عمق التاريخ.
أضف تعليق