كيف تصنع السياسة أبطالاً من الجلادين .

كيف تصنع السياسة أبطالاً من الجلادين .


حسن حنظل النصار.


الاحتفال بالقاتل !؟
في أنظمة تعاني من الفساد والسلطوية، لا يُفاجئنا أن يتحوّل القاتل إلى “منقذ”، والمجرم إلى “رجل دولة”، والفاسد إلى “أيقونة وطنية”. الأمر ليس مجرد صدفة، بل هو جزء من هندسة سياسية وإعلامية هدفها إعادة تشكيل الوعي الجماعي وتزوير الذاكرة الجمعية.
تُقام الاحتفالات، تُرفَع الصور، وتُوزَّع الأوسمة على من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء أو سرقوا قوت الشعوب. يتم تلميعهم عبر الإعلام، ويُعاد تقديمهم كرموز “وطنية”، بينما يتم تجاهل الضحايا، ومحاولة دفن الحقيقة.
والغريب أن هذا المشهد لا يثير غضبًا عامًا كافيًا أحيانًا، بل يُقابل بالتصفيق. والسبب؟ أن سنوات من القمع والتضليل والإعلام الموجَّه قد خلقت حالة من التطبيع مع الجريمة، وتغييب الوعي، وتقديس القوة.
،
في هذه الحالة، لا يكون الاحتفال بالقاتل مجرّد خطأ أخلاقي، بل يصبح جريمة سياسية بحد ذاتها، لأنها تُعيد إنتاج القمع وتؤسس لجولة جديدة من الظلم.

أضف تعليق