ثقافة الخوف في الشيزوفرينيا العربية !

ثقافة الخوف في الشيزوفرينيا العربية !


إيمان عبد الملك ..


إن الحياة المرهقة التي نعيشها داخل مجتمعاتنا العربية ،تجعلنا أمام مشاكل معقدة ومؤلمة نفسيا ومن الصعب حلها ،تفقدنا القدرة على التركيز جراء الأوضاع المضطربة والغير آمنة ، مما يؤثر سلبا على حياة الفرد الذي يقع تحت ضغوط نفسية ويعيش بتوتر دائم وعصبية تقوده إلى الإنطواء والعزلة ،أو بالإنتقال إلى العبثية في التصرف والإداء والتعامل مع أمور الحياة الخاصة والعامة .
إن السياسة المتبعة في بلادنا واكبت حرية التعبير ،والمشاهد التي تنقلها شاشات التلفزة يوميا”من قتل وإرهاب وتنكيل ،تجعلنا نتقمص أكثر من قناع ،يعكس على مظهرنا الخارجي وتصرفاتنا داخل المنزل وخارجه ،لنمسي ونصبح بشخصيات مختلفة ،ليس بداعي التغيير ،بل بحسب الظروف والضغوطات الإجتماعية والسياسية التي تلازمنا ،فعندما يدخل المجتمع في حالة من الشرذمة والطغيان السياسي والموروث الثقافي ،يضيع من بعدها المرء ويتملكه الخوف والرعب وسط القوة والبطش لتزداد النفوس خواء.
ثم نبدأ بطرح الأسئلة على أنفسنا والتي تقودنا إلى تبسيط الفعل وقتل روح التجدد والمبادرة لحياة فضلى ،نسلم ونرضى لما تمليه علينا حكوماتنا من قوانين مجحفة .،نصبح بعدها ممتثلي للأوامر الصادرة من القادة دون أي نقاش أو محاولة القيام بأي من المعايير الجريئة ، نمسي عديمي القدرة على إمتلاك أي قرار نابع من الذات ،أو التفكير الصائب لتحسين وضع البلاد ، نتيجة الضغوطات المتتالية التي تسيطر على أسلوبنا الذي يقودنا إلى التبعية، ويوقعنا أسرى الإرباك والخوف الذي يسببه الموروث الثقافي والنظام التربوي ورقابة الدولة ،عداك عن الرقابة الدينية التي تزرع في النفوس منذ نشأتها، وتقودنا إلى الطريق المعاكس حتى نصل إلى زرع التعصب والتطرف لا إراديا ،وإذا خالفنا وحاولنا الإبتعاد ننعت”بالملحدين”.

أضف تعليق