
غزة … الصابرة والمقاومة!
إيمان عبد الملك
وصفها المؤرخ المقدسي عارف العارف في كتابه ( تاريخ غزة ) “غزة ليست وليدة عصر من العصور ،وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها ،لم يبق فاتح ولا غاز إلا ونازلته، فإما يكون قد صرعها ، أو تكون هي قد صرعته”.
عاشت غزة في ظل الاحتلال الاسرائيلي أحلك أيامها وأكثرها دموية فبعد طوفان الأقصى “٩ اكتوبر ٢٠٢٣” فرض الاحتلال حصارا” شاملا” على القطاع إذ منع عنه “الكهرباء والماء والغذاء والوقود ” وبدأت تعلو صرخات الجوع والألم من المدينة المحاصرة ،وتفاقمت المأساة الإنسانية بعد التدمير الممنهج للبنية التحتية ،وأصبح القطاع الصحي هدفا”أساسيا” للعدو الصهيوني ،حتى خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة بفعل القصف والتدمير وتوقفت معها خدمات الاسغاف مما تسبب في كارثة إنسانية حقيقية.
لقد أسفر هذا العدوان عن مقتل آلاف الأطفال، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النساء والمسنين، فتحولت غزة إلى مقبرة ومبانيها إلى ركام، ليشهد العالم على أكثر الإشتباكات الدموية في عصرنا الحديث.
لم يتحمل الناشطون الحقوقيون والصحفيون المؤيدون للقضية الفلسطينية هول المأساة، ليبحروا بسفينة مادلين الشراعية من صقلية باسبانية في المياه الدولية لكسر الحصار عن القطاع، محملة بالمواد الغذائية والطبية، على متنها ١٢ ناشطا” دوليا” لفك الحصار عن غزة، قبل أن يتم اختطافها من قبل الكوماندوز الاسرائيلي واعتقال من عليها .
وعلى خط مواز للخط البحري كان هناك قافلة الصمود المغاربية البرية ،التي انطلقت من الجزائر ليلتحق بها عشرات القوافل من تونس و ليبيا باتجاه معبر رفح المصرية للمشاركة في الحراك العالمي لكسر الحصار عن غزة،،هي لا تحمل مساعدات أو تبرعات، لكنها تنضم للحراك المدني الدولي الذي يضم أكثر من ٣٠ بلدا في سياق انساني مأساوي فرضه الحصار الخانق على القطاع ،ليتبين لنا بأن الشعوب العربية متضامنة مع الشعب الفلسطيني ورافضة للوحشية البربرية والإبادة الجماعية بحق شعب أعزل من قبل الاحتلال .
لقد ماتت الضمائر ،غزة وحدها تقاوم ،فقبلة على جبين الصامدين، والشكر لكل المناصرين ..وكما قال الامام علي عليه السلام ما ضاع حق وراءه مطالب” .
أضف تعليق